
15/05/2025 عربي

13/05/2025 عربي

09/05/2025 عربي

08/05/2025 عربي

06/05/2025 عربي

05/05/2025 عربي

02/05/2025 عربي

29/04/2025 عربي

عقدت مؤسسة الدراسات الفلسطينية ندوة بعنوان "السياسة الانتقامية الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر"، استضافت فيها رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، حاوره رئيس دائرة الأبحاث في المؤسسة مجدي المالكي. تناولت الندوة قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية والأوضاع التي تحيط بهم، والسياسة التي ينتهجها الاحتلال تجاههم، وخصوصاً في ظل الحرب الجارية على غزة، وكيفية حل هذه الأزمة.
بداية أوضح المالكي أن هذه الندوة تتناول قضية تهم مكونات المجتمع الفلسطيني كافة، وهي قضية الأسرى التي لطالما كانت قضية حقوق إنسان ونضال وحرية، وستحاول قدر الإمكان تناول هذه المسألة في ظل الواقع الجديد والهجمة الشرسة على المعتقلين وحملات الاعتقال الجماعي في المناطق كافة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المعتقلين من العمال الغزيين داخل الخط الأخضر.
أوضح قدورة فارس أن قضية الأسرى برزت بصورة جلية سنة 2018، وأقلقت الجانب الإسرائيلي، حتى صارت الأحزاب في إسرائيل تتصارع على "من سيُحكِم قبضته عليهم". وأشار إلى أن ما يجري اليوم بحق الحركة الأسيرة كان مخططاً له، وكانوا يريدون تنفيذه بحرب وبدون حرب، وقال: "الآن جاءت الحرب والإسرائيليون لديهم هذا القلق الوجودي، وجاءت عملية طوفان الأقصى لتعزز حالة عدم الثقة، وبحسب معهد أبحاث الأمن القومي الذي يشخص ثلاثة أخطار تؤثر في مستقبل إسرائيل، فإن الخطر رقم 2 هو التصدعات التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي؛ فإسرائيل كمؤسسات جيش ومخابرات أمن كلهم في أزمة ويتخوفون من حالة اضطراب، وهذا غير مسبوق.....فقد قرروا إغلاق السجون وكل الإجراءات التي يمكن أن يتخذوها على مدار أسبوع أخذوها في ساعة، فكل يوم إجراء جديد.... والأخطر أنهم بدأوا بالاعتداءات الجسدية والإهانة."
وأشار فارس إلى أنهم بذلوا طاقات كبيرة في سبيل الضغط على إسرائيل، ولا سيما عبر المؤسسات الدولية والحقوقية (كالصليب الأحمر) لمعرفة عدد الأسرى، الذين تزايد عددهم بعد الحرب، وبصورة خاصة، من عمال غزة. وتحدث عن الرفض والعناد الإسرائيليين تجاه التصريح بأمور كهذه للإبقاء على قدرة الاحتلال على أسر المواطنين في معتقلات لا تتطابق مع المعايير الصحية الدولية، الأمر الذي يعني أن الهدف قد يكون قتل هؤلاء الأسرى.
وعن موضوع تبادل الأسرى، قال إن لديه أملاً في تحرير الأسيرات والأطفال، لكن الأمر بحاجة إلى وقف إطلاق نار لوقت كافٍ. كما تطرق إلى انقسام الساحة الإسرائيلية بين تيار يرى وجوب العمل على الانتصار في الحرب ولو على حساب موت الأسرى (الأسرى الإسرائيليون عند "حماس")، وآخر يرى وجوب العمل على ملف تبادل الأسرى أولاً، وبعدها التطرق إلى محاربة "حماس".
ورداً على سؤال عن ماهية الغطاء القانوني الذي يحيط بالممارسات الإسرائيلية هذه، أجاب فارس: "إن إسرائيل تدير شؤونها عبر سن قوانين من طرف واحد، وهذا ما يدفع بالمتخصصين الفلسطينيين إلى ʾاللعبʿ معهم بشروطهم لمواجهتهم بقوانينهم." ولفت إلى أنهم طلبوا من الصليب الأحمر أن يطلب من إسرائيل الإفصاح عن أسماء الأسرى المحتجزين لطمأنة العائلات التي فقدت أفرادها، لكن الكيان رفض ذلك.
وعمّا إذا كانت منظومة الأسرى تشكل فعلاً عبئاً على الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما أن الأسير في سجون الاحتلال أخف ضرراً من الشخص الموجود خارج السجن بحكم الحرية، قال فارس: "إن إسرائيل تؤمن بالرمزية، وهو ما دفعها إلى وقف أحكام الإعدام كي لا يتحول الأسير المناضل إلى حالة رمزية يقتدي بها الآخرون، فالخطر ليس من الأسير نفسه، إنما من صورته الانطباعية... إذن، فالحرب هي على الصورة الرمزية والحالة النفسية، ونجاح شخصيات فلسطينية على مستوى العالم يرفع المعنويات، عبر جعل الفلسطينيين الآخرين يشعرون بالفخر، وبالتالي التحفيز."
ورأى فارس أن الصفقة الإنسانية التي يجري الحديث عنها ليست كغيرها من الصفقات، فالثورة الفلسطينية لم يكن لديها يوماً هذا العدد من الجنود والضباط الإسرائيليين.
وعمّا إذا كانت الصفقة ستقتصر على المفاوضات بشأن الأسرى، أجاب: "هذه المسألة تتعلق بتكتيكات المفاوضات. لقد كنت أتمنى أن يكون أحد الجنديَين المأسورين حياً لتتحسن شروط الصفقة، وإذ بي أجد 200 أسير مع المقاومة؛ الأمر يتعلق بـ’كيف ستنتهي الحرب‘ و’متى ستتم هذه الصفقة‘.... إذن، يجب أن تتم الصفقة الإنسانية، وذلك أولاً عن طريق وقف إطلاق النار لمدة كافية. وهناك أمر آخر؛ وهو أن الإسرائيليين وغيرهم لن يستطيعوا التحكم بأفواه الذين سيخرجون، والذين سيروون ما رأوه. ومن الأمور المهمة التي يجب وضعها بعين الاعتبار قضية الأسيرات، وذلك بأنهن أكثر عرضة للمرض والإصابات، بالإضافة إلى الأطفال، فإذا خرجوا سالمين، فهذا جيد لمصلحتنا، ولا سيما في مواجهة قضية الأطفال الفلسطينيين المعتقلين لديهم، والذي أكبرهم من مواليد سنة 2006، وهذا ما يجب أن يراه الإعلام.... في تقديري أن الصفقة ستحدث قبل انتهاء الحرب. ربما يكون هناك تخوف من الوقوع في أخطاء كما حدث في صفقة ʾوفاء الأحرارʿ، والأمر يستلزم التحوط والاستفادة من تجارب الماضي لعدم التعرض للألاعيب."
وعن عدد الأسرى الذين تم سجنم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر ومكان سجنهم وأوضاعهم، أجاب: "العدد يتزايد، فاليوم صباحاً بلغ عددهم 1400 أسير، ومن الآن حتى المساء سنجدهم قد أصبحوا 1500 أسير، وهم مقسمون؛ قسم في مراكز التحقيق، وآخر في معسكر حوارة (نابلس)، وآخر في عتسيون (قريب من بيت لحم)، وآخر في عوفر، ومنه نقلوا قسماً إلى نفحة وريمون. لكن بالنسبة إلى ’أين هم موجودون بالضبط‘ فلا يمكننا أن نتصور، إذ لا توجد مساحات.... وقد تعهدت الدولة بتحسين الأوضاع عبر تخفيف عدد المعتقلين وإنشاء مساحات جديدة، فزادت المساحة إلى 3 أمتار مربعة، وبدأ تخفيف عدد الأسرّة، لكنهم عادوا إلى الوضع القديم بعد الحرب بحجة الوضع الطارئ والاستثنائي، وطبعاً لا ننسى قضية الوضع السيئ بالنسبة إلى الماء والكهرباء...".
ورداً على سؤال أن إسرائيل غير مهتمة بأسراها وبالتالي هي غير مهتمة بالصفقة، لأنها تقصف كل الأماكن، وهناك من مات من الأسرى بالقصف، أجاب فارس: "إذا كانوا غير مهتمين، فلأنهم يعرفون أن المقاومة تهتم بهم كثيراً، ولا أتصور أن يقوموا بضرب مكان يعرفون أن فيه أسرى لعدم افتضاح أمرهم. لكن إسرائيل في موقف تريد استعادة هيبتها فيه، ويبدو أن لديها قراراً يقضي بإعادة بسط سيطرتها على المناطق التي سيطرت عليها المقاومة بأي ثمن."