فتيان التلال: السيطرة على كل شبر من الأرض
التاريخ: 
05/09/2023
المؤلف: 

في نهار يوم 22 آب/ أغسطس 2023، اقتحم مستوطن مع قطيعه، منفرداً، أراضي المواطنين في قرية بُرقة الواقعة إلى الشرق من مدينة البيرة، فرعى أغنامه وسقاها من آبار المواطنين، وصلّى، ومكث هناك بضع ساعات، ثم قفل عائداً إلى بؤرته الاستيطانية "رمات مِغْرون" المقامة على أراضي قرية بُرقة.

كان هذا المستوطن الصغير يرتدي قميصاً مكتوباً عليه بالعبرية "حيثما يمر المحراث، هناك تمر حدودنا"، وهذه المقولة مستمدة من مقولة ليوسف ترومبلدور، أحد قادة طلائعيي الهجرة الصهيونية الثانية وحركة الحلوتس، الذي هاجر إلى فلسطين من روسيا في سنة 1912. إذ يقول: "في المكان الذي يحرث فيه المحراث اليهودي التلم الأخير، هناك تمر حدودنا". وقد أصبحت هذه المقولة أحد شعارات الحركة الكيبوتسية، بتعدّد مسمياتها، التي تولت مهمة الاستيطان في بدايات المشروع الصهيوني.

ومن أسفل تلك العبارة المكتوبة على قميص المستوطن كُتبت كلمات بخط أصغر: "رمات مغرون -سديه يونتان. طلائعيو جبهة الاستيطان"، في إشارة إلى اسميْ البؤرتين الاستيطانتين اللتين يستوطنهما هذا المستوطن المنتمي إلى جماعة "فتيان التلال"، والذي جاء إلى الضفة الغربية ليكمل فيها المشروع الصهيوني الاستيطاني الذي بدأ منذ سنة 1982، حاملاً معه أفكار طلائعيي الهجرات الصهيونية الأولى. أولئك الذين بُنيت المستوطنات الأولى ومؤسسات الدولة على أياديهم، إلى أن أقاموا الدولة نفسها.

الحلوتسيم الجدد

كان أرثور روبين مدير مكتب فلسطين، الذي افتتحته الحركة الصهيونية سنة 1908 ليشرف على عملية الاستيطان في فلسطين، يرى أن الاستيطان يجب أن يعتمد على "مادة بشرية عالية الجودة."[1] وهو يشير هنا إلى نوعية المستوطنين الذين يجب على الحركة الصهيونية أن تعمل على جلبهم إلى فلسطين للمساهمة في عملية الاستيطان. توصل روبين إلى هذه النتيجة عندما كان يعمل لدى الحكومة الألمانية في مشاريع "الاستيطان الداخلي" التي تنفّذها في الأراضي البولندية التي احتلتها. في تلك الأثناء، كانت الهجرة الصهيونية الثانية (1904-1914) قد بدأت بالتقاطر على فلسطين من روسيا وشرق أوروبا، ليكون روادها المادة البشرية العالية الجودة التي تولت عملية الاستيطان والعمل والحراسة وغيرها، وبنت الدولة لاحقاً.

فسّر ترومبلدور معنى "المادة البشرية العالية الجودة" التي ستُعرف بالطلائعيين، أو الحلوتسيم، بالعبرية، إذ قال: "نريد أناساً مستعدين ‘لكل شيء’، لكل ما تطلب أرض إسرائيل. نحتاج إلى إنشاء جيل لا مصالح له، ولا عادات. مجرد قطعة حديد مرن – لكنه من الحديد. معدن يمكن أن نصوغ منه كل ما نحتاجه من أجل الماكينة القومية. أتنقص عجلة؟ أنا العجلة. أينقصكم مسمار، برغي، بكَرة؟ خذوني. نحتاج إلى أن نحفر الأرض؟ أنا حفّار. نحتاج جندياً؟ أنا جندي. شرطة؟ طبيب؟ محامون؟ معلمون؟ حمّالوا ماء؟ ها أنا ذا، أنا أفعل كل شيء. لا وجه لي، ولا نفسية، ولا مشاعر، وحتى لا اسم لي. أنا الفكرة الطاهرة لمعنى الخدمة، جاهز لكل شيء، لا يعنيني أي شيء، فقط أعرف أمراً واحداً: أن أبني."[2]

اختار معظم طلائعيي ذلك الوقت شظف العيش والعمل الزراعي في الكيبوتسات و"الموشافيم" (نمط استيطاني شبيه بالكيبوتس، لكنه يعتمد على العمل العائلي، بخلاف الكيبوتس الذي تلاشت فيه العائلة) التي تم إنشاؤها كوسيلة استيطانية، تلبّي هدفين أساسيين للحركة الصهيونية، وهما: استيطان أكبر مساحة ممكنة من الأرض، وخلق العلاقة العضوية بين الأرض واليهودي المستوطن. فمن دون عمل المستوطن في الأرض، سيظل غريباً عنها، ولن يتوسع الاستيطان، إذ إن الاستيطان الزراعي قادر على الاستحواذ على مساحات أكبر من الأرض، بخلاف الاستيطان المديني.

ظلت فكرة "الطلائعية" مهيمنة على العقل الصهيوني بمختلف توجهاته الأيديولوجية، إذ انتقل تطبيق هذه الفكرة إلى أراضي 1967، بما فيها الجولان السوري المحتل وصحراء سيناء المصرية. فطالما نظر المستوطنون الأوائل في هذه المناطق إلى أنفسهم على أنهم طلائعيون يكملون ما بدأ به أسلافهم في بدايات المشروع الصهيوني.

وفي وقتنا الحالي، تبرز الحركات الصهيونية العاملة في مجال الاستيطان في الضفة الغربية، مثل "فتيان التلال"، كجماعات تعرّف عن نفسها بصراحة بأنهم طلائعيون يكلمون المهمة الاستيطانية التي بدأها أجدادهم. وينهلون من الأفكار نفسها التي صاغها الطلائعيون الأوائل، على الرغم من الاختلاف الأيديولوجي بين رواد الاستيطان الأوائل الذين كانوا ذوي توجهات يسارية عمالية، وبين الرواد الجدد الذين ينطلقون من أيديولوجيا دينية خالصة تتمحور حول الوعد الإلهي لليهود، بمنحهم "أرض إسرائيل".

يظهر هذا التمازج بين الطلائعيين الأوائل والجدد من خلال الشعارات التي يرفعونها، وحتى أسماء الحركات التي ينشؤونها. إذ إن فتيان التلال يرتدون قمصاناً خُطّت عليها عبارات واقتباسات، مثل اقتباس ترومبلدور الذي استفتحنا به، وغيرها مثل "العمل العبري". وإلى ذلك، فهناك العديد من الحركات الأُخرى التي تسمي نفسها "الحارس"، وتعمل في الضفة الغربية والجولان والجليل والنقب، وهي بذلك تعيد استحضار إرث منظمة "الحارس الصغير" التي أُنشئت خلال حقبة الاستيطان الأولى في مطلع القرن العشرين.

كما أن الأسس التي تُبنى عليها هذه الحركات قائمة كلياً على أفكار الطلائعيين الأوائل. فهذا يؤال زيلبرمان مؤسس منظمة "الحارس الجديد"، يقول أنه تعمّق في قراءة أعمال يتسحاق بن تسفي وأهارون دافيد غورودن، وهو أحد أهم منظّري الاستيطان الأوائل، والذي شكلت أفكاره وسلوكه، التي عُرفت باسم "دين العمل"، الأساس الأيديولوجي لجزء كبير من الرواد، ولا سيما أعضاء الكيبوتسات الذين كان هو أحدهم. فهذه الأفكار وغيرها، تم دمجها في لب أيديولوجيا "الحارس الجديد".[3]

وهذا إليشع ييريد الذي يعرّف عن نفسه بأنه ناشط استيطاني يستوطن في بؤرة رمات مغرون، وهو أحد مؤسسيها، وأنه فتى تلال في الحاضر والمستقبل، فيقول: "نحن لم نخترع فكرة الاستيطان في البلاد، فجدي الأكبر جاء إلى هنا وأسس بتاح تكفا، وأيضاً الأحياء الجديدة خارج القدس."[4]

يمثل أليشع، وأعضاء بؤرته الاستيطانية، نموذجاً بارزاً من تعريف ترومبلدور للطلائعي. فهو مستعد لتنفيذ كل شيء، وهو أحد المتهمين بقتل الفتى الفلسطيني قصي معطان في قرية بُرقة، وهو صاحب تغريدة حرق حوارة الشهيرة، التي عاد وأكدها بعد عملية حوارة التي قُتل فيها مستوطنان في 19 آب/ أغسطس 2023. وُصف مراسل القناة العبرية 12 غلعاد شلمور أليشع بأنه شخصية كارزمية.[5] إذ في إمكانه أن يعطي أمراً غير منطقي؛ فيهرع فتية التلال من فورهم لتنفيذه. وهذا ما حدث، على سبيل المثال، عندما أمر بزرع أشجار في ظهر يوم ما والحرارة تبلغ 35 درجة، فلم ينبس أحدهم ببنت شفة اعتراضاً.

فهؤلاء الرواد الجدد، عبارة عن ماكينات استيطان لا تكل ولا تمل، يرعون الغنم والأبقار، ويزرعون، ويحرسون، ويستوطنون، ويبنون، ويمارسون وظيفة مهمة في تهجير الفلسطينيين، فيهاجمون القرى الفلسطينية، ويقتلون، ويسرقون أملاكاً خاصة، ويمنعون الفلسطينيين من الاقتراب من أراضيهم، وكأنهم النموذج الطلائعي الأمثل الذي أراده ترومبلدور.

رمات مغرون – سديه يونتان

تنتصب بؤرة رمات مغرون، التي يستوطن فيها إليشع وعائلته، على تلة مقابلة لقرية بُرقة الفلسطينية شرقي رام الله. أقيمت هذه البؤرة في سنة 1999، وقد صدر بحقها قرار إخلاء في سنة 2012 لأنها مُقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة لأهالي بُرقة. فلم تجد حكومة الاحتلال بداً من إخلائها في ظل ضغط منظمات حقوق الإنسان، ولا سيما الإسرائيلية التي توجّه إليها أهالي بُرقة لمساعدتهم في إزالة ذلك الشر المستطير الجاثم على صدورهم.

غير أن حكومة الاحتلال نقلت مستوطنيها إلى موقع قريب منها على مسافة 10 كلم، وسُمّي الموقع الجديد أيضاً "مغرون". غير أن جيش الاحتلال لم يفكك البؤرة، ولم يُرجع الأرض إلى أصحابها، وإنما حافظ عليها وعلى ما فيها من معدات كان وضعها سابقاً لتأمينها، وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة. عاد المستوطنون في سنة 2021 إلى الموقع القديم الذي أصبح اسمه رسمياً "رمات مغرون" بعد أن كان في السابق "مغرون" فقط. هدم الاحتلال هذه البؤرة أكثر من 5 مرات، بعد أن عاد المستوطنون إليها؛ بسبب الحكم السابق الصادر بإخلائها، لكن المستوطنين في كل مرة يعودون لبنائها بلا ملل ولا كلل.

لم يكن اختيار المستوطنين لهذا الموقع عبثياً، فهذه البؤرة ستكون وظيفتها خلق تواصُل جغرافي استيطاني بين مستوطنتيْ بسغوت وكوخاف يعكوف المقامتين على أراضي البيرة وكفر عقب، ومن ناحية أُخرى، منع الفلسطينيين من السيطرة على شارع 60. إذ يقول أليشع ييريد إن موقع رمات مغرون هو موقع استراتيجي لأنه يقع على الطريق الواصلة بين القدس ومستوطنات وسط الضفة الغربية وشمالها، وإذا لم نكن هنا، فإن هذه المنطقة الواسعة ستتحول إلى "حوارة"، وسيسيطر العرب على الطريق، وعلى كل مستخدميه.[6]

تنطلق من هذه البؤرة موجات اعتداءات وانتهاكات متكررة، وبصورة خاصة ضد قرى بُرقة ودير دبوان ومخماس، التي يُمنع أهلها من الاقتراب من أراضيهم، ويواجهون اعتداءات المستوطنين المتكررة على قراهم وأراضيهم وماشيتهم وأنفسهم. فذات مرة، أراد أحد أهالي مخماس، البالغ من العمر 65 سنة، الوصول إلى أرضه بالقرب من البؤرة، فمنعه مستوطنوها وضربوه، وصوّروا أنفسهم وهم يدوسون عليه.[7] ومؤخراً، أقدم مستوطنو البؤرة على مهاجمة قرية بُرقة، واعتدوا على أهلها وأملاكهم، وقتلوا الشاب قصي معطان، وما زالت اعتداءاتهم مستمرة.

في الأشهر الأولى من سنة 2023، خرجت مجموعة من مستوطني بؤرة رمات مغرون، وتوجهت إلى الطرف الآخر من شارع 60، بعد أشهر من الاستطلاع والإعداد والحفاظ على الحضور الكثيف في الموقع، وأقاموا هناك بؤرة استيطانية جديدة أطلقوا عليها اسم "سديه يونتان."[8] وقد اختار هؤلاء المستوطنون الموقع بعناية فائقة، إذ رأوا أنه يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة للمشروع الاستيطاني. فهذا الموقع الذي يتوسط قريتيْ دير دبوان ومخماس كفيل بقطع التواصل الجغرافي بين هاتين القريتين، إذ يرى المستوطنون أن هناك محاولات عربية كثيرة لخلق هذا التواصل الجغرافي، الذي سيمنع بدوره التواصل الجغرافي الاستيطاني. ويرون أنهم إذا تخلّوا عن هذا الموقع، فستتصل القريتان ببعضهما، وستخلقان تواصلاً جغرافياً بين رام الله وغور الأردن.

بطبيعة الحال، لن يستطيع بضع عشرات من المستوطنين السيطرة على كل تلك المنطقة التي تبلغ مساحتها مئات الدونمات، ببؤر استيطانية على تلال معزولة، ولذلك، فإنهم لا ينظرون إلى تلك البؤرة إلا كقواعد ارتكاز ومواقع انطلاق لخلق الحضور اليهودي الكثيف في المنطقة وشرعنة استيطانية طويلة الأجل، معتمدين في ذلك على رعي المواشي والزراعة.

الاستيطان الرعوي

في الوقت الذي يقوم الاقتصاد الإسرائيلي على التكنولوجيا الفائقة والابتكار، والسعي للتحول إلى الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، يركز الطلائعيون الجدد على الزراعة ورعي الماشية. وبطبيعة الأمر، فإن المردود الاقتصادي ليس هو الهدف من ذلك، وإنما هي مجرد وسائل استيطانية مستمدة من إرث الطلائعيين الأوائل الذين لم يكن الكيبوتس وسيلة لديهم لتحقيق الربح، أو تنمية الاقتصاد، وإنما أداة استيطانية فعالة.

يمتهن كل مستوطني بؤرتيْ رمات مغرون وسديه يونتان رعي الغنم، ويعرّفون أنفسهم بأنهم رعاة غنم. وهي حال معظم المستوطنين المنتمين إلى فتيان التلال ومن لف لفيفهم من المنظمات الاستيطانية. ومع أن منطقة الأغوار هي أشد المناطق المستهدفة بالاستيطان الرعوي، غير أنها ليست الوحيدة، فكل الضفة الغربية من شمالها إلى جنوبها تواجه هذا النمط الاستيطاني.

ففي وادي قانا الواقع في شمال الضفة الغربية بين محافظتيْ سلفيت وقلقيلية، الذي زرناه للمرة الأولى في ربيع 2019، قابلنا المستوطنين المتنزهين في الوادي من المستوطنات التي تحيط به. وعرفنا المخططات الاستيطانية الساعية للاستيلاء عليه كلياً، وحرمان الفلسطينيين منه، لولا قرية عرب الخولي البدوية التي تقف سداً منيعاً أمام هذه المساعي. عدنا إلى الوادي مرة أُخرى في ربيع 2022، لنجد أن ملامح الاستيطان كانت بادية بوضوح على الوادي. لم نرَ في هذه المرة المستوطنين المتنزهين، ربما لشدة حرارة الجو في ذلك اليوم وجفاف عيون الماء، ولكن الصهيونية هذه المرة أنزلت سلاحها الاستيطاني الثقيل، رعاة الأبقار من فتيان التلال الذين كانوا يجوبون الوادي جيئةً وذهاباً بقطعانهم الضخمة التي ينافسون فيها سكان الوادي العرب وقطعانهم.

كانت قطعان أبقار المستوطنين تسير على وقع عمليات البناء الاستيطاني في المنطقة التي تسعى حكومة الاحتلال لتهجير سكانها، لكنها لم تفلح في ذلك لصمود أهلها، ولذلك، استخدمت الاستيطان الرعوي الذي يحرم الفلسطينيين من مراعيهم، ويجعلهم عرضةً لاعتداءات فتيان التلال، في مسعى واضح لتهجيرهم، كما يقول أحد سكان الوادي.[9]

يقول أحد مستوطني بؤرة رمات مغرون إن رعيهم الماشية هو جزء من جهدهم "للسيطرة على كل سنتيمتر من الأرض"، إذ يوضح أليشع ييريد "أن المراعي هي خط الجبهة الأمامي، الذي يشق الطريق لوسائل استيطانية أُخرى. إذ إن رعي الغنم في الواقع يخلق حضوراً يهودياً أولياً في المناطق التي كانت خالية من اليهود، ويؤسس لسيطرة يهودية عليها". ويوضحون أنه خلال بضعة أعوام، ستعلَن المراعي كمناطق زراعية، ثم تُشق إليها الطرقات، وفي نهاية الأمر، ستُبنى فيها بيوت دائمة.[10]

إلى هنا...

إن ما تواجهه الضفة الغربية حالياً هو عملية استكمال للمشروع الاستعماري الصهيوني بذات الأدوات والوسائل. فالسيطرة العسكرية والسياسية لا تكفي وحدها لتنفيذ هذا المشروع الذي يهدف إلى السيطرة على كل شبر من الأرض وتهجير أكبر قدر من الفلسطينيين، وذلك لا يتأتّى إلا بالحضور الصهيوني الكثيف في الأرض، عبر المستوطنين ومواشيهم ومزارعهم التي تُزاحم الفلسطينيين على أراضيهم ومواردهم وسبل عيشهم، وتحرمهم إياها تدريجياً.

يعمل هؤلاء المستوطنون صراحة على منع إقامة دولة فلسطينية، ومنع خلق تواصُل جغرافي بين أجزائها لقتل أي إمكانية لقيامها، في مقابل تعزيز الاستيطان اليهودي للسيطرة على "الأرض الموعودة للشعب اليهودي". يدرك فتيان التلال، ومَن يدعمونهم، أن عملهم سيواجَه بصعوبات جمة، لعل أهمها المقاومة الفلسطينية، واعتبارات حكومة الاحتلال التي تحاول عقلنة عملية الاستيطان وتنظيمها بما يتوافق مع مصالحها واعتباراتها الأمنية والسياسية. إلا أنهم يرون أنهم في النهاية سيحققون أهدافهم، يقول أحد فتيان التلال في رمات مغرون: "قبل مئة عام، قيل لمن أتوا لبناء هذه الأرض إن كل ما سيبنونه سيُدمّر. ومع ذلك، في نهاية الأمر، أقمنا دولة."[11]

 

[1] Etan Bloom, "What’ the father’ had in mind? Arthur Ruppin (1876- 1943): culture identity, weltanschauung, and action" History of European ideas, 33 (2007), pp. 330-349.

[2] https://he.wikiquote.org/wiki/%D7%99%D7%95%D7%A1%D7%A3_%D7%98%D7%A8%D7%95%D7%9E%D7%A4%D7%9C%D7%93%D7%95%D7%A8

[3] https://babelwad.com/ar/%d8%b9%d8%a7%d8%a8%d8%b1%d9%88%d9%86/%d9%85%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%b4%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af/

[4] https://www.zman.co.il/338586/popup/

[5] https://www.zman.co.il/413952/

[6] https://www.youtube.com/watch?v=oEj1OrPoSfE

[7] https://www.mekomit.co.il/%D7%9E%D7%AA%D7%A0%D7%97%D7%9C%D7%99%D7%9D-%D7%94%D7%99%D7%9B%D7%95-%D7%90%D7%95%D7%AA%D7%99-%D7%93%D7%A8%D7%9B%D7%95-%D7%A2%D7%9C%D7%99%D7%99-%D7%95%D7%90%D7%96-%D7%98%D7%A2%D7%A0%D7%95-%D7%A9/

[8] https://olam-katan.co.il/archives/9812

[9] https://felesteen.news/post/141617/%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%82%D8%A7%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%BA%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86

[10] https://www.zman.co.il/338586/popup/

[11] https://www.zman.co.il/338586/popup/

عن المؤلف: 

كريم قرط: باحث فلسطيني حاصل على شهادة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية من جامعة بيرزيت.