كان جلال قمصية عضواً في هيئة قيادية في الجبهة الشعبية في بيت ساحور وناشطاً في مجموعة من المؤسسات الأهلية والمدنية، وأحد المبادرين إلى العصيان المدني خلال الانتفاضة الأولى في مدينة بيت ساحور. أجريت مقابلة معه قبل وفاته، وكان يبلغ من العمر حينها 75 عاماً.[1]
حدِّثنا عن تجربتك في إبان العصيان المدني في بيت ساحور، أو مرحلة ما قبل العصيان التي هيّأت له؟
جاءت الانتفاضة الأولى مفاجِئة للجميع، فقد هبّ الناس مرة واحدة في كل البلاد على الرغم من أنه لم يكن هناك أي مقدمات تُشعرك بأن الناس سيتحولون مرة واحدة إلى الالتزام بالعمل الوطني بهذا التفاني، شيء غريب! منذ بدأت الانتفاضة، شكّلنا في بيت ساحور لجان الحارات. صحيح أن فصائل العمل الوطني موجودة وقوية في البلدة، ولها فضل على عملية تشكيل لجان الحارات، لكن تجاوُب الناس مع الحالة كان ممتازاً. اسم حارتنا حارة المدارس، أو المرج؛ دعينا سيدات ورجال الحارة إلى اجتماع؛ جلسنا على الأرض وعلى الكراسي في الخلاء. وطالبنا بتشكيل لجنة بالانتخاب الديمقراطي. ترشّح أشخاص كان لدى الناس قناعة بأنهم مناسبون. وشُكلت اللجنة بالتزكية، وكنت أحد أفراد لجنة حارتي، والتي كان عدد أعضائها ثمانية.
هل كان الثمانية أعضاء متنوعين؟
نعم؛ كانوا متنوعين، أتوا من عائلات وتنظيمات مختلفة: "فتح" والجبهة الشعبية وحزب الشعب والجبهة الديمقراطية. لم يؤخذ الانتساب إلى التنظيمات في الحسبان، وكان الأهم بالنسبة إلينا، أنها لجنة وطنية موحدة، لا توجد فيها خلافات، لأنها تعمل للمجموع، وللانتفاضة.
هل كان ذلك قبل تشكيل القيادة الموحدة للانتفاضة؟
شُكّلت اللجنة في بداية سنة 1988، وبعدها عقدنا أول اجتماع، وانتُخبت رئيساً للجنة. وكان هناك أمين صندوق، ومسؤول أمن حراسات، وهو عسكري سابق، مهمته تدريب الناس للعمل بالتناوب على الحراسة، والتواصل مع بعضهم البعض من خلال أساليب جديدة، مثل إصدار أصوات معينة؛ على سبيل المثال، صوت صفير، أو قطة، أو كلب، وغيرها؛ كل صوت له معنى، مثلاً يُطلَق صوت معين للتنبيه من دورية قادمة. لم يكن لدينا أدوات اتصال، ولا هواتف نقالة، ولا غيرها، وهذه كانت طريقة التواصل بين البيوت في الحارة نفسها من أجل الحراسة. وشُكِّلت في البلد لجنة الزراعة والحدائق، والتي كانت مسؤولة عن تربية الدواجن وزراعة الخضار، وتوزيع البذور والشتول على الناس، ليزرعوا بأنفسهم ويوفروا بعض طعامهم. وكان ذلك قبل بداية العصيان المدني.
كانت اللجنة تضم مسؤولاً عن الزراعة، وآخر عن الأمن، وأمين صندوق، ومسؤولاً عن توزيع البيانات؛ كل منهم لديه مهمة معينة. وأفرزت كل حارة شخصين كانا جزءاً من لجنة أكبر، تضم 4 أو 5 حارات. ومنها تم تشكيل اللجنة القيادية في بيت ساحور. كانت عملية تنسيق منظمة من القاعدة إلى القمة، وكان عدد أعضاء هذه اللجنة عشرة أشخاص.
بدأنا بالعمل، وبدأ الناس يزرعون ويربّون الأرانب والدجاج، ويتدربون على الحراسة. وكان يوجد مسؤول عن التعليم في لجنة كل حارة، وفي كل حارة، فتحنا مدرسة لتعليم الطلاب [هذا منتشر كتعليم شعبي في الانتفاضة]. وفي كل لجنة كان هناك مسؤول صحة لديه صيدلية بيتية، يؤمّن فيها إسعافات أولية وأدوية وغيرها. هذه هي الهيكلية لكل لجنة من لجان الحارات. في الوقت نفسه، كان هناك لجنتان في البلد، لجنة التنسيق الوطني بين الفصائل ولجنة الحوار الوطني. أما لجنة التنسيق فكانت عبارة عن ممثل أو اثنين من كل فصيل، يشاركون في الاجتماعات لاتخاذ القرارات اليومية في البلد، ويتواصلون باستمرار مع لجنة الحارات. وفي الوقت نفسه، كانت لجنة الحوار الوطني تضم تشكيلة واسعة من القوى الوطنية والمستقلين والحارات ولجان الحارات، وتتباحث باستمرار في الأمور، وترفع توصيات إلى لجنة التنسيق التي ترفع بدورها التوصيات إلى القيادة الموحدة للانتفاضة.
كيف تصف الأجواء في هذه اللجان؟
عندما كنا نحضّر بيان القيادة الموحدة ونوزعه على الناس، كنا نجتمع مع بعضنا البعض، وأصبحت علاقتنا حميمة؛ نسمع الاقتراحات ونرفع التوصيات من لجنة إلى أُخرى حتى تصل إلى القيادة الموحدة التي كانت تتجاوب مع الناس لدرجة أنهم اعتقدوا أنهم هم الذين وضعوا البيان وليس القيادة. وهذا كان سبباً لتجاوبهم القوي مع القيادة الموحدة، فالإضراب الشامل كان إضراباً شاملاً بحق.
في أحد الاجتماعات التي عُقدت في بلدية بيت ساحور، بدأت إحدى قصص العصيان المدني، كان الناس منزعجين من الوضع العام، وبصورة خاصة عندما تستوقف الدوريات الإسرائيلية الشبان وتطلب منهم الهويات. فقلنا إننا لا نريد الهويات، وأول مَن رمى الهوية كان الخوري سابا عواد، تبعته بقية المجتمعين. وعندما شعر الحاكم العسكري بخطورة الوضع، وأن الناس تخلصوا من الهويات، ضغط على البلدية لتعيد الهويات إلى الناس. ومن هنا بدأت فكرة العصيان المدني. كان لدينا المركز الفلسطيني للتقارب بين الشعوب، وكنت أحد مؤسّسيه وأعضائه ومديره التنفيذي في إحدى الفترات. وقد ساهم المركز في نشاطات وأفكار عديدة في العصيان المدني. فمثلاً، نظّم تظاهرات بالتعاون مع حركة السلام في إسرائيل، ونشاطات ومسيرات كثيرة، وكلٌّ منها بعنوان مختلف، وبأفكار خلّاقة.
جاءت فكرة شعار العصيان المدني من المركز، والشعار الذي تم اختياره هو "لا ضرائب من دون تمثيل". أخذنا الشعار من التاريخ الأميركي؛ كان ذلك مقصوداً. وفكّرنا في أن أميركا عندما ترى بيت ساحور ملتزمة العصيان المدني، الذي أخذ شعاره من تاريخها، فلن تقف ضدنا على الأقل.
بدأ العصيان بقرار عدم دفع الضرائب، في إثر مجموعة من الاجتماعات. تلتها حملة المداهمات في سنة 1989. عندما بدأت الحملة، كان أُطلق سراحي من سجن النقب منذ يومين، في 17-9-1989. وكنت أمضيت فيه شهرين من الاعتقال الإداري من دون تهمة، وكان اعتقالي بسبب موضوع مزرعة الأبقار. كانت فكرة مزرعة الأبقار تقوم على أنه إذا أردنا تأسيس دولة فلسطينية، فيجب أن نبدأ بالعمل على إنتاج وطني. أي أن الناس يستهلكون طوال الوقت منتوجات شركة تنوفا الإسرائيلية، ويجب أن نوفر بديلاً من هذه البضائع. ففكرنا في إنتاج الألبان وتأسيس مزرعة. جاءت هذه الفكرة من مجموعة من الشبان وقيادات من الجبهة الشعبية، بالتعاون مع اتحاد لجان العمل الزراعي التابع للجبهة الشعبية في الضفة الغربية. استأجرنا محلاً بعيداً عن البلد نوعاً ما، واشترينا مجموعة من الأبقار من كيبوتس، وساعدنا في موضوع الكيبوتس أشخاص من الذين تعاونوا مع المركز الفلسطيني للتقارب بين الشعوب وحركة السلام الآن. ذهبنا إلى الكيبوتس وكان يرافقنا مهندس زراعي وشخص ذو خبرة، فاخترنا 18 بقرة حاملاً، على أساس أن تلد وتدر الحليب. ومن هنا بدأ مشروع المزرعة.
كيف تم جمع الأموال للتعاونية، ومن أين؟
قام المشروع على فكرة التعاونية، أي لكل شخص سهم أو أسهم، وكل سهم ثمنه 100 دينار. وكانت المساهمات من اتحاد لجان العمل الزراعي التابع للجبهة الشعبية، وجلبنا موظفين للاهتمام بالأبقار. بعد بضعة أيام، وصل الخبر إلى الحاكم العسكري، فأرسل الجيش إلى المزرعة. صوروا المزرعة والأبقار، والتقطوا لكل بقرة صورة شخصية وصورة للرقم الذي تحمله. وسأل الضابط: من المسؤول هنا؟ أخبروه أن المسؤولين هم جلال قمصية وعوني هلال وأبو عيطة، وفوراً بعث لنا الحاكم العسكري إخطاراً بالمقابلة، وسألنا عن سبب إنشاء مزرعة أبقار؟ وقال: "هذا ممنوع؛ هذه المزرعة خطر على أمن دولة إسرائيل." فقلت له كيف؟ قال "أنت تحكيش [لا تتحدث] ولا كلمة، وهذا أمر عسكري، وأنت ممنوع من الوصول إلى الأبقار، وإذا وصلت، فسوف نعتقلك." قلت لهم نغيّر مكان الأبقار، فقال أحد الاشخاص، "سوف أعرضها في باب الدير [أمام كنيسة المهد] حتى السائحين يتفرجوا عليها، وأقول لهم إن هذه الأبقار تشكل خطراً على دولة إسرائيل!" استفز الحاكم العسكري وصار يصرخ، وقال: "معكم 24 ساعة لإزالة الأبقار،" وبعد مجادلة، قال: "معكم 3 أيام".
أخرجنا البقرات على الفور بمساعدة شباب البلد. ونقلناها إلى لحام [جزار] كان لديه مكان لتربية الأبقار داخل بيت ساحور في مكان بعيد وكان الوصول إليه صعباً. وكتبنا ورقة أننا بعناه الأبقار، لكي نحميه ونحمي الأبقار. ذهب الحاكم العسكري في اليوم التالي، فلم يجد الأبقار، فعاد مسروراً. ولكن، يبدو أنه فكر ملياً في الموضوع، وكيف لا يعمل في مكان، حيث تشكل 18 بقرة خطراً على دولة إسرائيل. فعاد الضابط العسكري في صباح اليوم التالي، في حملة تفتيش شاملة، شارك فيها المئات من الجنود ومروحيتان، بالإضافة إلى الاستخبارات والعملاء، للبحث عن الأبقار.
استمروا في البحث حوالي 10 أيام، إلى أن دلّهم [أخبرهم] أحد الأشخاص، فذهبوا إلى اللحام، وسألوا عن البقرات. فقال اشتريتها وأريد أن أذبحها وأبيعها. فغابوا عنه 5 أيام وعادوا مرة أُخرى ليتفقدوها، فوجودوا أن عددها زاد ووصل إلى 23 بقرة. فقد ولد عدد من البقرات. قال الضابط للحام: "أرى أنك لم تذبح البقرات"، فقال: البقرات كن سيلدن كيف لي أن أذبحهن؟" فاعتقلوه، ووضعوا ثكنة عسكرية بجانب بيته، وصاروا يضايقون أهله. فقررنا نقل الأبقار إلى مكان آخر.
كيف كانت الاستفادة من حليب الأبقار؟
كنا نحلب الأبقار ونوزع الحليب مجاناً، فالمساهمون لم يرغبوا في بيعه، كنا نضع الحليب في "قناني" يوزعها الشباب. استخدمنا سيارات أطباء للتوزيع، وكان الشبان يقرعون أبواب البيوت ويضعون الحليب ويختفون، وكان الناس يفرحون عندما يرون الحليب أمام باب الدار. في بيت ساحور، سمّى الناس هذا الحليب بحليب الانتفاضة. كنا نرسل الحليب إلى العائلات التي لديها أطفال تحديداً، حتى نساعد الناس. هذه القصة قبل العصيان المدني والحملة الضريبية، في بداية سنة 1989.
كان الهدف من العصيان المدني تأسيس دولة. وبدأت المداهمات المتعلقة بالعصيان المدني والحملة الضريبية بعدها، أي في 19-9-1989. فقد كان جيش الاحتلال يأتي إلى البيت ليفاوض الشخص بشأن الضرائب المترتبة عليه. ويعرضون عليه دفع جزء من الدين ومسامحته بالبقية. كانوا يريدون أن يدفع الناس أي مبلغ لكسر العصيان المدني، أحياناً، فاوضوا الناس على دفع شيكل واحد ومسامحتهم في المقابل بكل المبلغ المترتب. لكن الناس كانوا يرفضون دفع ولا حتى أغورة واحدة. فصار الجيش يداهم البيوت ويحمل الأثاث وكل ما استطاع حمله. فأحضروا شاحنات لنقل الأثاث والمصادرات. وهناك قصة عن ولد كان يشاهد التلفزيون، وكان رجال الضرائب يفاوضون أبيه، وطلبوا من الرجل أن يدفع شيكلين ليتركوا الولد يشاهد التلفزيون. تردد الرجل قليلاً، ولم يعرف بمَ يرد. لكن الولد الصغير البالغ 8 أعوام من العمر، قال فوراً: "يابا، قل لهم ينصرفوا، يوخذو التلفزيون وينصرفوا."
هل صادر الاحتلال من بيتك أو منك كما صادر من أهالي بيت ساحور؟
كنت موظفاً، فمنحوني تقاعُداً قسرياً لأنني نشطت في إضراب المعلمين سنة 1981. لا يوجد لديّ محل ولا أي شي، فأنا متقاعد وتُخصم الضريبة من راتبي مباشرة. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم اعتقلوني في فترة الانتفاضة مع مجموعة من الناس الذين طالبوهم بدفع الضرائب. اتخذ الجيش والضريبة الإسرائيلية مقراً لهم في عمارة الرعوات في بيت ساحور، حتى يحققوا ويتفاوضوا مع الناس. واعتقلوني هناك، ووضعوني تحت المراقبة، وكل ما كان يأتي شخص يحاول التكلم معي، كنت أشير إليه بالانصراف لأنني أعلم بأنني تحت المراقبة. وكنت أعرف أن الاحتلال أراد أن يثبت عليّ تهمة التحريض.
كيف تدبّر أهالي بيت ساحور أمورهم المنزلية؟
كان كل شيء موجوداً، على الرغم من أنهم فرضوا حصاراً شاملاً وشديداً على بيت ساحور، استمر 42 يوماً. وجاء رابين، وكان وزيراً لـ "الدفاع"، قبل إنهائهم الحصار بيومين، فتجول في البلد، "وعندما عرفنا أنه موجود، بدأت في كل حارة عملية شواء اللحم ‹هش ونش›. شوينا دجاجاً وأرانب حتى نزيد في غيظه. فقال: ما هذه البلد، 40 يوم تحت الحصار وقاعدين بيشربوا عرق وبيشووا، ما في فايدة من هالحصار."
كيف علمتم بأن رابين زار البلد؟
عندما شاهد الناس رابين في أول البلد، وصل الخبر خلال ثوانٍ، وبدأت المعلومات تتناقل. حاولنا أن يُعمَّم العصيان على القرى والمدن الأُخرى، وبصورة خاصة في المدن التي كان من الصعب تشكيل لجان حارات فيها. بيت ساحور صغيرة، وأهلها يعرفون بعضهم بعضاً، فالناس أقارب وأصحاب.
رفع بعض الدول الأوروبية والعربية قضية بيت ساحور إلى مجلس الأمن لأنه ليس من حق إسرائيل مصادرة محلات وبيوت الناس والبضائع، وبُحثت القضية في مجلس الأمن، وكان هناك مشروع قرار صوتت عليه 14 دولة لمصلحة بيت ساحور، وصوتت أميركا بالفيتو ضد القرار. زارنا بعدها في بيت ساحور وفد من الكونغرس الأميركي - بعد فترة من انتهاء العصيان المدني، واستقبلناهم في مركز التقارب بين الشعوب، وجرى حديث بيننا، وأخبرناهم أن العصيان المدني كان تحت شعار مستعار من التاريخ الأميركي، وأن أميركا استخدمت فيتو ضد بيت ساحور، ونعتبره ضد تاريخ أميركا نفسها. تصور أن 14 عضو كونغرس لم يعرفوا عن الموضوع شيئاً، ولم يصدقونا.
ما هو دور المؤسسة الدينية في بيت ساحور في العصيان؟
لم يكن لها دور، ولكن الناس بعد صلاة الأحد كان يخرجون في تظاهرات. وعندما عرف البطريرك اليوناني بذلك، أرسل كتاباً تساءل فيه عن كيفية السماح للكنائس بالتحول إلى أماكن "أعمال شغب". فلم يكن راضياً عن الموضوع.
هذا يعزز مقولة تحرير الكنيسة أو تعريبها؟
نناضل منذ أكثر من 150 عاماً من أجل مبادرة تعريب الكنيسة والتحرر من الفساد الموجود فيها، الكنيسة أصلاً كانت عربية، ولكن تركيا [الإمبراطورية العثمانية] هي التي جلبت البلاء عندما أحضرت بطاركة اليونان إلى هنا.
كيف تصف تجربتك وتجربة العصيان المدني في بيت ساحور؟
تجربة رائدة ورائعة، ألَمي أن العصيان لم يُعمَّم في كل فلسطين، على الرغم من أنها تجربة تستحق التعميم، لأنها رفعت اسم فلسطين في كل العالم، وكسبت تعاطفاً رهيباً ودعاية للقضية الفلسطينية، من صحافة وتلفزيونات إلى رأي عام عالمي، حتى أن قناصل الدول الأوروبية جاؤوا لإعلان تعاطفهم ودعمهم لنا.
هل سينجح أي عصيان مدني اليوم؟
وضعنا اليوم هو إحباط كامل، الشعب الفلسطيني غريب وفريد في نوعه. وأنا متأكد من أن الإحباط سيتحول في لحظة إلى انفجار ضخم وانتفاضة أكبر وثورة. هكذا هو الشعب الفلسطيني. وعلى الرغم من أن أميركا وإسرائيل وبعض الدول عملوا على إحباط الناس، فإننا مع ذلك لن نيأس، ولن نفقد الأمل، دائماً الشعب قادر على تغيير كل الوضع، فالثورة يفجرها مجنون ويقودها عاقل ويجني ثمارها جبان.
نعم صحيح؛ وفي مقولة أخرى، "الثورة تأكل أولادها باكراً".
[1] أُجريت المقابلة مع جلال قمصية في 21/2/2019، وتوفي في 7 شباط/ فبراير 2021.