الأشكال المبكرة للكتابة ظهرت بالتدريج، من التمثيلات التصويرية للطبيعة والأنشطة البشرية (Grutz, 2020; Kremer, 1981)، والتي ربما تم رسمها لأغراض طقوسية وإدارية لحفظ السجلات وإجراء العمليات الحسابية، والتي يعتبرها العديد من العلماء شكلاً من أشكال الكتابة الأولى، وأخيراً الكتابة التصويرية (مثل الكتابة الهيروغليفية المصرية والكتابة المسمارية في بلاد ما بين النهرين (العراق)، وظهرت دلائل أقدم كتابة في التاريخ في مدينة الوركاء (أوروك) في جنوب العراق (الشكل رقم1).
الشكل رقم 1: مدينة الوركاء في جنوب العراق حيث بدأت الكتابة
وفي مصر، ظهرت الكتابة على ورق البردي وجدران المعابد والمقابر، كما يظهر مشهد يمثل الكتبة في مقابر سقارة (الشكل رقم2)، ونظراً إلى ارتباط فلسطين الحضاري بالعراق القديم، فقد ظهرت الألواح الطينية المسمارية على أراضيها منذ الألف الثاني قبل الميلاد، وتم الكشف حتى الآن عما يزيد عن 90 لوحاً طينياً من هذه الفترة (Van, Wyk, 2019) ، وفي القرن الرابع عشر ق.م. تقريباً، ظهرت الأبجدية في فلسطين، ومثلت محطة مهمة في تاريخ الكتابة، إذ اختصرت الأعداد الكبيرة للإشارات إلى عدد قليل من الأحرف. وحالما أصبحت أساساً للغات الحديثة.
الشكل رقم 2: الكتبة المصريون في مقابر سقارة
مع اختراع الكتابة، ظهرت الحاجة البديهية إلى تعلُّمها، بما مهّد لظهور أولى المدارس في التاريخ القديم، وبالتالي شهد التاريخ البشري ظهور مهنة جديدة وهي التدريس، ومؤسسة جديدة هي المدرسة، ويدرك كل مَن تعلّم الكتابة كم من الوقت يحتاج الإنسان كي يسطر أول جملة صحيحة.
ظهرت المدارس لأول مرة بشكل موثّق في بلاد ما بين النهرين ومصر وفلسطين، وتعود أقدم الدلائل الأثرية واللغوية إلى بداية الألف الثاني قبل الميلاد في العراق وأواسط الألف الثاني ق.م. في فلسطين، والتي وفرت قدراً من المعلومات عن المدرسة ونظام التعليم والبرنامج المدرسي، والمعلمين، بما يمكن أن يقدم إطاراً معرفياً تاريخياً لنشأة المدارس الأولى في فلسطين، وتشمل المصادر المبكرة ملاحظات مكتوبة لتلميذ سومري على شكل حوارية لمعلم مجهول، وصف فيها النشاطات اليومية في مدرسة (بيت الألواح الطينية) في العراق، يعود تاريخها إلى بداية الألف الثاني قبل الميلاد، عُثر عليها في عدد من المدن العراقية القديمة، وأكثرها اكتمالاً وُجد في مدينة نفر، وهي نيبور القديمة (Kremer,1981)، علاوة على ذلك، وُجد في المواقع الأثرية في بلاد الرافدين العديد من التمارين التعليمية التي كتبها تلاميذ هذه المدارس الأولى. ومن فلسطين، ظهر مصدر كتابي آخر، وهو عبارة عن رسالة معلم كنعاني من مدينة سيكمو، التي تُعرف بموقع تل بلاطة الأثري بالقرب من مدينة نابلس، وقد كُتبت على لوح طيني بالخط المسماري، يعود تاريخه إلى أواسط الألف الثاني قبل الميلاد (حوالي 1400 قبل الميلاد)، وهو خطاب موجّه من معلم مدرسة إلى أمير المدينة، يطلب فيها دفع مستحقات راتبه المتأخرة ثلاثة أعوام.
الشكل رقم 3: تل بلاطة (سيكمو القديمة) ، فلسطين
يمثّل تل بلاطة (الشكل رقم 3) أحد أهم المراكز المدينية الكنعانية (Taha and van der Kooij 2014)، يُعرف بمدينة سيكمو القديمة، بالاستناد إلى مصادر تاريخية مصرية. وتأسس الموقع كقرية صغيرة قبل نحو ستة آلاف عام، ووصل إلى أوج تطوّره في العصر البرونزي الوسيط (1500-2000 ق.م.)، كإحدى دول المدن الكنعانية، عندما تأسس سور المدينة العظيم والبوابات الضخمة والمعبد وأحياء السكن في المدينة. وفي العصر البرونزي المتأخر (1200-1500 ق.م.)، استمرت المدينة في الازدهار، وفي هذه الفترة أصبح لابايا ملكاً لمدينة سيكمو، وأعاد بناء المدينة التي ازدهرت في هذه الفترة، كما يظهر ذلك في تراثها المادي. وتعود الرقم الطينية المكتشفة إلى هذه الفترة في تاريخ المدينة، واستمرت المدينة آهلة حتى القرن الأول ق.م. حين هُجّرت في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، وشُيدت مدينة نابلس (نيابولس) في الفترة الرومانية إلى الغرب منها. أما قرية بلاطة فقد تأسست في العصور الوسطى في المنطقة الجنوبية المحاذية للتل القديم، وتواصل السكن فيها حتى الوقت الحاضر، والتي ورثت قصة الموقع القديم. ومن الجدير بالذكر أن مقام يوسف، الذي يقع على بُعد بضع عشرات الأمتار إلى الشرق من التل، استُخدم في عقد الثلاثينيات من القرن الماضي كمدرسة لقرية بلاطة (الشكل رقم 4)، ليحمل آخر مظاهر نظام تعليمي قديم في فلسطين، والذي استُخدمت فيه الأماكن الدينية، كالمساجد والمقامات والأديرة، كمدارس.
الشكل رقم4: صورة تظهر مقام يوسف كمدرسة فرانتز بول 1935
أطلق السومريون على المدرسة اسم (اي-دبا) وتعني بيت الألواح الطينية، أي الرقم الطينية، ويقابلها في اللغة الأكادية (بيت -دبي). أما التلميذ فكان يُعرف باسم (دمو-اي-دبا) اي ابن بيت الألواح الطينية (طه، 1991). وتسمية المدرسة ببيت الألواح الطينية مستمدة، كما هو واضح، من الرقوم الطينية المستعملة في الكتابة. وكصدى متأخر لهذه المؤسسة، نجد في فلسطين وسائر المناطق العربية ما يُعرف بمدارس الكتّاب، والتي كان يحمل فيها التلميذ ألواحاً خشبية لممارسة التمرين في الفترة العثمانية، والتي سبقت ظهور المدارس المعاصرة التي اعتمدت الدفاتر والأقلام الرصاصية والألواح المدرسية الكبيرة حتى ألواح الكومبيوتر المعاصرة التي تغزو المدارس اليوم.
ويبدو أن المدرسة كانت في البداية أحد ملحقات المعبد، مركز الإدارة والاقتصاد في ذلك الوقت (Kremer, 1981). كما عُثر على الألواح الطينية في القصور وبيوت السكن، بما يدل على شكل من التعليم الخاص أيضاً. ولكن مع بداية الألف الثاني ق.م. ظهرت المدارس كمؤسسات مستقلة، وقد عثر علماء الآثار في العراق في بعضها، بالإضافة إلى الأدوات المدرسية، على أحواض كان يستخدمها التلاميذ لتحضير الألواح الطينية. كما عثر علماء الآثار في العراق على أعداد كبيرة من الألواح الطينية التمرينية. ويشبه هذا النظام، إلى حد ما، نظام مدارس "الكتاتيب" العثمانية، والتي ارتبطت بالمساجد والزوايا والكنائس والأديرة والمدارس الشرعية والصوفية، واستمرت حتى ظهور المدارس الحديثة في بداية القرن العشرين.
كان الأطفال يذهبون إلى المدرسة في سن السادسة تقريباً (Kremer, 1981)، وهو وضع شبيه بما هو عليه الوضع في مدارسنا اليوم. ولكن مع فارق أنه كان على التلاميذ في الماضي حفظ مئات الإشارات (في المراحل الأولى، بما يزيد عن 1200 إشارة)، بدل الحروف الأبجدية السبع والعشرين في اللغة العربية أو الإنكليزية. كذلك، كان على التلاميذ تعلُّم كيفية التعامل مع الألواح الطينية ككراريس للكتابة. وغني عن القول طبعاً إن الورق لم يكن معروفاً آنذاك، وفي مصر، استُخدم ورق البردي، وفي فلسطين استُخدمت الجلود وكسر الفخار أيضاً للكتابة عليها. أما الأقلام فقد صُنعت من قصب البوص. وهي ذات رأس على شكل الإسفين أو المسمار، وهو ما دعا علماء اللغات القديمة إلى تسميتها بالكتابة المسمارية، وتجري الكتابة عبر ضغط رأس القلم على الطين الطري (الشكل رقم 5).
الشكل رقم 5: الكتابة على اللوح الطيني
بعد أن يجيد التلاميذ تعلُّم المهارات الأساسية، وهي كيفية تحضير الألواح الطينية والأقلام، يبدأون بتعلّم الإشارات، في حين يقوم التلاميذ المتقدمون بنسخ النصوص القديمة. وكان هذا يجري تحت إشراف معلم يُجري تدقيق النصوص وتصحيحها، ثم يعيدها إلى التلاميذ. وقد عُثر على ألواح طينية تحمل خط التلميذ وتصحيح المعلم على التمرين. ويتضح من الألواح التعليمية التي عُثر عليها أن التلاميذ المبتدئين كانوا يتمرنون على عناصر الإشارات بشكل منفرد في البداية، أما الألواح الطينية التدريبية للتلاميذ المتقدمين فتحتوي على جمل بسيطة، بالإضافة إلى قوائم بمفاهيم وأعلام. وقد عُثر على بعض الألواح الطينية التي تحمل خط التلميذ والمعلم معاً. في حين يقوم التلاميذ المتقدمون بكتابة نصوص وقوائم معجمية أطول طبعاً. وفي المرحلة الأخيرة، ينسخون نصوصاً ومقاطع أدبية صعبة.
كان تأهيل التلميذ يستغرق عدة سنوات من التعليم المدرسي، وذلك نظراً إلى المصاعب الجمة التي ينطوي عليها تعلُّم هذا العدد الكبير من الإشارات. وتقوم المدرسة بتأهيل التلاميذ للعمل في وظيفة كاتب في القطاعات الاقتصادية والإدارية. والتي كان المعبد يضطلع بدور مركزي فيها. لهذا، لم يقتصر التعليم على مهارة الكتابة فقط، بل شمل المعارف الضرورية الأُخرى، كالرياضيات والموسيقى، إلخ..
يوميات تلميذ سومري
والآن يمكن التعرف إلى مذكرات طالب سومري (الشكل رقم 6) على شكل حوارية بين معلم وتلميذ كتبها معلم مجهول، تصف البرنامج اليومي لأحد طلاب بيت الألواح الطينية في العراق. وكان قد ترجمها عالم اللغات الأميركي صموئيل كريمر (Kramer, 1981) في كتابه (يبدأ التاريخ من سومر). ويتلخص البرنامج اليومي في النهوض الصباحي المبكر للتلميذ والاستعداد وتناول وجبة الإفطار، بمساعدة والدته، والذهاب إلى المدرسة واستقبال الحارس للتلامذة، تجهيز التلميذ للوحه الطيني، إعداد الواجب المدرسي، ثم تسليمه إلى المعلم للتصحيح وإعادته إلى التلميذ بعد الظهر، بما يفيد بيوم دراسي طويل، من الصباح وحتى بعد الظهر، موعد العودة من المدرسة إلى البيت. إن التشابهات المذهلة في الأفعال والإيحاءات النفسية التي صاحبت هذا النص، وخصوصاً في حالة التأخر عن المدرسة، قبل نحو أربعة آلاف سنة، وواقع المدرسة اليوم، تبعث على الدهشة، وكأن أمراً لم يتغير.
الشكل رقم 6: لوح طيني كتب عليه يوميات تلميذ سومري
النص:
- يا ابن بيت الألواح إلى أين ذهبت منذ نعومة أظفارك؟
- ذهبت إلى بيت الألواح
- وماذا فعلت في بيت الألواح
- قرأت لوحي، تناولت فطوري، ثم قمت بتحضير لوحي الجديد، صنعته وهيأته، وأعددت واجبي، وبعد الظهر أعيد لي ما كتبت.
وعند إغلاق بيت الألواح، قفلت عائداً إلى البيت
كان والدي جالساً
وفي اليوم التالي، نهضت مبكراً، نظرت إلى أمي وخاطبتها.
أعدّي لي فطوري، إنني ذاهب إلى بيت الألواح
في بيت الألواح قال لي الحارس:
لماذا أتيت متأخراً جداً؟
ساورني شعور بالخوف، وأخذت دقات قلبي تتسارع
ثم مثلت أمام معلمي، وانحنيت له بإجلال.
رسالة معلم كنعاني إلى أمير مدينة سيكمو
تُعتبر رسالة معلم كنعاني إلى أمير مدينة سيكمو في فلسطين أقدم دليل على وجود المدارس في فلسطين من بداية العصر البرونزي المتأخر، حوالي 1400 ق.م. (Taha, 2018)، وعثر عالم الآثار النمساوي أرنست سيلين وعالم اللغات الهولندي فرانتز بول على لوحين طينيين في تل بلاطة (الشكل رقم 7) في موسم التنقيب سنة 1926. ويعود تاريخه إلى العصر البرونزي المتأخر، حوالي القرن الرابع عشر قبل الميلاد، واللوح الأول عبارة عن قائمة من الأسماء، أما الثاني الذي يهمنا هنا، فهو رسالة من معلم كنعاني اسمه بانيتي أشيرات، موجهة إلى بيراشيبا أمير مدينة سيكمو (تل بلاطة). وقام عالم الكتابات الأكادية الهولندي بول فرانتز بقراءة اللوح الطيني (Bohl, 1926)، ولاحقاً، علّق عليه وليم البرايت (Albright, 1942). ومؤخراً، قام الباحث فان فيك بإعادة ضبط قراءات هذا النص (Van Wyk, 2019)؛ ويتكون النص من 20 سطراً، وكلمات الأسطر الثلاثة 15-17 غير واضحة تماماً، وتجدر الإشارة إلى قدر من الاختلافات الطفيفة في الترجمة ما بين فرانتز بول والبرايت وفان فيك، ويشير اسم الأمير إلى منصب رسمي مشتق من اسم بيسان، وإذا صحّ ذلك، فهو يعني أن سيكمو كانت تتبع مدينة بيسان، ومضمون الرسالة هو شكوى من معلم مدرسة الرقوم الطينية المسمارية في مدينة سيكمو الكنعانية موجّه إلى أمير المدينة، يبين فيه أنه لم يتقاضَ مستحقاته المتأخرة منذ ثلاثة أعوام، والمكونة من القمح والزيت، ويضيف إليها البريت النبيذ في السطر السادس. ومن المهم ملاحظة أنه على الرغم من التأخير في دفع مستحقات المعلم، فإنه استمر في القيام بواجبه في تدريس تلامذته. وهي شبيهة إلى حد كبير بالمواد العينية التي كانت تقدَّم لمعلمي مدارس الكتّاب السابقة للمدارس الحديثة. ويشي مضمون الرسالة بتفاني المعلم في القيام بواجبه، على الرغم من معاناته المتمثلة بتأخير دفع مستحقاته لمدة ثلاثة أعوام.
الشكل رقم 7: الالواح الطينية في تل بلاطة، الاسفل لوح المعلم (1)
نص الرسالة:
إلى بيراشيبا
يقول:
ان بانيتي (اشيراتي)
منذ ثلاث سنوات حتى الآن
لم أتقاضَ مستحقاتي
فلا قمح أو زيت
ماذا فعلت حتى لا يُدفع لي
لماذا التأخير
وأنتم لم تدفعوا لي
الأطفال الذين هم معي
استمروا في التعلم
وآباؤهم وأمهاتهم
كل يوم ....
وأنا نفسي
......... (انقطاع في النص)
الآن......
أي كان .......
عند أقدامه
دعه يرسل إلي
ويُعلمني
خاتمة
وفي الختام، كانت مهنة التدريس إحدى أقدم المهن في فلسطين، والتي ارتبطت بظهورالكتابة في المجتمعات المدينية الأولى في بدايات العصر البرونزي المبكر، التي تمثل الحضارة الكنعانية التي أسست لمرحلة التمدن، والتي ارتبطت بظهور المدن الكبيرة المحصنة والنظام السياسي، وشهدت تطورات اقتصادية في مجالات الزراعة والصناعة الحرفية والتعدين والتجارة والفن والأدب. ويقدم لوح تل بلاطة الطيني دليلاً تاريخياً فريداً على بداية المدارس في فلسطين، قبل نحو 3500 عام. ويلقي الضوء على الحياة الثقافية في العصر الكنعاني. ويظهر التشابه اللافت بين المدارس القديمة والمدارس الحديثة فيما يتعلق بالنظام التعليمي والبرنامج المدرسي ومتطلباته والأجواء النفسية المحيطة بعملية التعليم، كالرهبة من التأخر عن المدرسة ودور الأهل. وما أشبه اليوم بالبارحة، حين يهبّ المعلمون للمطالبة بتحسين شروط عملهم ورواتبهم المتأخرة، وربما تكون مهنة التعليم هي المهنة الأكثر عناءً والأقل امتيازاً من الناحية المالية، ولكن من المؤكد أنها كانت واحدة من أكثر المهن شرفاً واحتراماً عبر التاريخ.
ملاحظة: المقالة مترجمة بتصرف عن مقالة صدرت للكاتب نفسه، منشورة سنة 2018 باللغة الإنكليزية "Ancient Schools in Palestine" في مجلة "فلسطين هذا الأسبوع".
المصادر:
طه حمدان، "بيت الألواح ، أول مدرسة في التاريخ"، "جريدة القدس"، 14/8/1991.
Albright, William F., “A Teacher to a Man of Shechem about 1400 B.C.,” Bulletin of the American Schools of Oriental Research, no. 86 (April 1942), pp 28-31.
Grutz, Jane, "Texting Cuneiform, AramcoWorld," January/February 2020.
Kramer, Samuel Noah, History Begins at Sumer: Thirty Nine Firsts in Recorded History (University of Pennsylvania Press, 1981), iii Available at , for more details visit https://goo.gl/LSRDUL
Taha, Hamdan "2018, Ancient Schools in Palestine," This Week in Palestine, Issue no. 246, pp. 30-34.
Bohl, Franz M. "Der Keilschriftbrief aus Sichem (Tell Balata)," ZDPV 49 (1926), pp. 321-327, Plates 44-46.
Taha, H. and G. van der Kooij. Tell Balata Archaeological Park: Guidebook (Ramallah: Ministry of Tourism and Antiquities – Department of Antiquities and Cultural Heritage, 2014).
Taha, H. and G. van der Kooij., eds. Tell Balata, Changing Landscape (Ramallah: Ministry of Tourism and Antiquities – Department of Antiquities and Cultural Heritage, 2014 b).
Van Wyk, Koot, "Corpus Cuneiform Tablets from Palestine," Louisheester Publication (2019), vol. 60.
Wright, G.E. Shechem: The Biography of a Biblical City (London: Duckworth, 1965).
من أجل المزيد من المعلومات عن تل بلاطة:
Tell Balata Archeological Guide, published by the Palestinian Ministry of Tourism and Antiquity.