الأسير الشهيد خضر عدنان: لا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي
التاريخ: 
02/05/2023

"لا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي وسَجُّوني قرب والدي واكتبوا على قبري هنا عبد الله الفقير خضر عدنان." بهذه الكلمات ودّعنا الأسير الشهيد خضر عدنان بعد 86 يوماً من الإضراب عن الطعام، وهو من شق طريق الإضرابات عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وضرب مثالاً بصلابة إرادته وطول نفسه. أراد خضر عدنان في وصيته، التي جاءت من سجن الرملة، والتي كتبها قبل شهر من استشهاده، أن يبقى جسده حراً بعد استشهاده مثلما كانت روحه حرة رغم الاعتقالات المتواصلة.

ولد الشيخ خضر عدنان موسى، من بلدة عرابة في محافظة جنين، في 24 آذار/مارس 1978. التحق بجامعة بيرزيت في عام 1996 وتخرج منها بدرجة بكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية، ثم التحق ببرنامج الماجستير وتخصص بالاقتصاد من دون أن يُتم البرنامج بسبب الاعتقالات المتوالية.

قضى الشهيد عدنان معظم حياته في السجون الإسرائيلية؛ فقد اعتُقل إدارياً للمرة الأولى مدة أربعة أشهر أثناء دراسته الجامعية، ثم اعتُقل إداريا مرة أُخرى مدة عام، ولم توجَّه له لوائح اتهام في المرتين. توالت الاعتقالات بعد إنهائه الدراسة أكثر من عشر مرات، وكان مجموع ما قضاه في السجن خلالها ما يزيد على ست سنوات. خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام مدة 25 يوماً أثناء اعتقاله بين أيار/مايو 2004 ونيسان/أبريل 2005 احتجاجاً على عزله في زنزانة انفرادية، حتى تحقيق مطلبه بالخروج منها.

اعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية في أثناء دراسته في جامعة بيرزيت عام 1998، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2010، وأضرب في المرتين عن الطعام.  

اشتهر خضر عدنان بإضرابه الأطول عن الطعام إثر اعتقاله إدارياً في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2011، والذي امتد 66 يوماً. ويعدُّ إضرابه هذا أطول إضراب فردي عن الطعام لأسير في السجون الاسرائيلية، والذي انتهى بتحقيق مطلبه، إذ أُفرج عنه في نيسان/أبريل 2011.

أصبح خضر عدنان مثالاً يحتذى به بعد هذا الإضراب، إذ أثبت أن العزم والإرادة كفيلان بوضع حد للاعتقال الإداري، الأداة التي لا تستخدمها سوى دولة الاحتلال الصهيوني –الوحيدة في العالم-وبموجبها تعتقل من تشاء من دون توجيه لائحة اتهام، وتحرم فيها المعتقل من معرفة سبب اعتقاله، ويحق لها تجديدها كل ستة أشهر كلما ترغب في ذلك.   

وقد حذا حذو عدنان عدد من الأسرى الذين أضربوا عن الطعام، مثل بلال ذياب، وثائر حلاحلة، وحسن الصفدي، وعمر أبو شلال، وهناء الشلبي، وخليل العواودة، وهشام أبو هواش، وعلاء الأعرج، ومقداد القواسمي، وسامر العيساوي، ومحمد القيق، وغيرهم. 

اعتقل الاحتلال الإسرائيلي خضر عدنان مرة أُخرى في عام 2014 وأضرب عن الطعام مدة 56 يوماً، وفي عام 2018 اعتُقل مرة أُخرى وأضرب عن الطعام مدة 58 يوماً، وفي عام 2021 اعتُقل مرة أُخرى أضرب فيها 25 يوماً عن الطعام. 

وكان الاعتقال الأخير للشيخ خضر عدنان في 5 شباط/فبراير 2023 حيث أضرب عن الطعام منذ ذلك الحين حتى استشهاده بعد 86 يوماً.

وأشار نادي الأسير الفلسطيني إلى أن عدنان تعرض "لعملية اغتيال ممنهجة من قبل أجهزة الاحتلال، وكان من الواضح من التفاصيل كافة التي مرت على مدار الفترة الماضية، أن الاحتلال الإسرائيلي كان لديه قرار باغتياله." ولم يسمح الاحتلال لعائلته بزيارته قبيل استشهاده، كما رفضت محكمة الاحتلال العسكرية الإفراج عنه على الرغم من تدهور حالته الصحية.  

الرحمة للأسير الشهيد خضر عدنان.

انظر