هذا المقال يسلّط الضوء على أحداث الثورة الفلسطينية الكبرى في مدينة رام الله كما رواها خليل طوطح في يومياته. نُشرت اليوميات بالإنكليزية قبل 14 عاماً[1] من إعداد المؤرخ الأميركي توماس ريكس، وصدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية وباسيا.[2]
وُلد خليل عبد الله طوطح في مدينة رام الله في 20 أيار/مايو 1886. درس في رام الله والقدس ولبنان، ونال درجة البكالوريوس في الآداب سنة 1911، ودرجة الماجستير في الآداب سنة 1912، ودرجة الدكتوراه في التعليم العربي سنة 1926. عمل مديراً لمدرسة الفرندز في رام الله بين سنتيْ 1912-1914 وسنتيْ 1927-1944، وعمل مديراً للكلية العربية في القدس بين سنتيْ 1919-1925، وكان المدير التنفيذي لمعهد الشؤون العربية الأميركية في الولايات المتحدة. له عدد من المؤلفات بالعربية والإنكليزية. توفي في الولايات المتحدة في 24 شباط/فبراير 1955.[3]
أهمية يوميات طوطح في رصد أحداث الثورة الفلسطينية الكبرى في رام الله
أسدى طوطح معروفاً للمؤرخين والمهتمين بالمقاومة الفلسطينية وسياسات بريطانيا في فلسطين وتاريخ رام الله، عندما ضمَّن في يومياته ما جرى في المدينة في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى، وعلى الرغم من أن يومياته المنشورة لا تغطي كل الفترة الزمنية منذ بداية الثورة حتى نهايتها، ولم يكن صاحبها منخرطاً في الثورة بصورة مباشرة، ولا يبدو مطَّلعاً على موقف الثوار وتفاصيل المواجهة بشكل دقيق وواسع، وربما اصطدم أحياناً بسلوك بعض المحسوبين عليهم، واتهمه البعض بأنه أكثر التصاقاً بالمصادر البريطانية والأميركية، وبأن يومياته تعبِّر عن موقفه ليس أكثر، ومع ذلك، تبقى يومياته مهمة لأنها صادرة عن شاهد عيان واعٍ، رأى وسمع عن قرب، ولديه القدرة على الوصول إلى مصادر متنوعة للأحداث، ومثِّلت روايته صوت شريحة من أهل رام الله، وتضمنت في بعض فقراتها ما لم يتجرأ كثيرون على قوله، وهي اليوميات الوحيدة التي تناولت رام الله في أثناء الثورة، على حد علمنا، وتبقى أحد المصادر الأولية التي يحتاج إليها الباحثون لفهم ما جرى في تلك المحطة المهمة من تاريخ المدينة.
غطت اليوميات أحداث الثورة الكبرى في رام الله في الفترة ما بين 30 آب/ أغسطس 1938 حتى أواخر آذار/مارس 1939، وقد أمضى طوطح معظم وقته خلال ذلك متنقلاً بين بيته ومدرسته في رام الله ومدينة القدس ومزرعته في قرية هريبا قضاء غزة، وتركّز نشاطه في تلك المرحلة، وفق يومياته، على التبرع النقدي للثورة، والاهتمام ببعض القضايا، مثل إغاثة الأسرى في السجون، والتوسط لإطلاق سراح بعضهم، ومساعدة المتضررين اقتصادياً، وكتابة العرائض الاحتجاجية ضد السياسة البريطانية، ومحاولة إنقاذ العملية التعليمية في المدرسة.
رام الله كما عاشها طوطح في أيلول/سبتمبر 1938 وما بعده.
كانت رام الله ومحيطها إحدى نقاط المواجهة بين المقاومة الفلسطينية المسلحة من جهة، والاحتلال البريطاني من جهة أُخرى، في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى، وقد تصاعدت حدّة المواجهة بين الطرفين في النصف الثاني من سنة 1938، حتى شهدت المدينة انحساراً شبه كلي لرموز السطوة والجبروت البريطانيين بفعل قوة ضربات المقاومة، تحديداً في شهر أيلول/سبتمبر؛ في المقابل، عانت المدينة جرّاء الإجراءات البريطانية الوحشية بحق الأهالي من اعتقال ومنع للتجول ومحاصرة وهدم للأملاك وتعطيل الحياة اليومية وتحويل المدينة إلى ثكنة عسكرية.. كما أنها واجهت بعض التجاوزات التي ارتكبتها مجموعات انتهازية، استغلت ظروف المواجهة القاسية، وحاولت ابتزاز الناس، مصطدمةً بصورة مباشرة بقيَم الثورة وسلوكها الميداني وتعليمات قيادتها.
تسرد اليوميات أحداث هجوم الثوار على مركز بوليس رام الله في 5 أيلول/سبتمبر، وإطلاق العشرات منهم الرصاص على البريطانيين، وإلقاء قنبلة على إسطبل الخيول البريطاني، أدت إلى قتل فرس وجرح ثلاث، وقد كذّبت اليوميات الرواية الرسمية البريطانية التي أفادت بمقتل ثائرَيْن،[4] وأكدت أصابتهما فقط، [5] ويتطرق طوطح إلى انهيار معنويات البوليس بعد الهجوم، إذ أشار في يوميته في 6 أيلول/سبتمبر إلى أن دائرة البوليس أُخليت بعد يومين من الهجوم، ثم عاد البوليس إليها بعد ساعة، لكن من دون سلاح، وذكر أن أحد رجال البوليس ويدعى "Tahani" أحضر الثوار إلى المقر للتأكيد لهم أن البوليس سيسمح لهم باقتحام المقر والاستيلاء على السلاح والذخيرة.
وتتحدث يومية 7 و8 أيلول/سبتمبر عن مسيرة عسكرية للثوار تجوب شوارع رام الله في الساعة العاشرة ليلاً،[6] وزيارة القائد عبد الحميد المرداوي[7] إلى المدينة مع 60-70 من أتباعه، ومسيرة أخرى في 9 أيلول/سبتمبر تتضمن ما بين 500 و800 ثائر مدججين بالسلاح، الذين أغلقوا جميع مداخل المدينة، ومشوا في مسيرة عسكرية منتظمة، ورفعوا علماً عربياً على أحد البيوت، ثم غادروها الساعة الثانية صباحاً.[8]
وتناولت يومية 9 أيلول/سبتمبر حادثة اقتحام الثوار لمحكمة الصلح والاستيلاء على آلة كاتبة، وكيف أن البريطانيين أغلقوا محكمة الصلح ومكتب البريد، ونقلوا محتوياتهما إلى القدس، واضطر أهل رام الله إلى الذهاب إلى القدس من أجل الحصول على الخدمة البريدية، وفي حادثة أخرى ذكرتها يومية 16 أيلول/سبتمبر، اقتحم ثلاثة مسلحين مكاتب المقاطعة صباحاً واستولوا على آلة كاتبة عربية، وأربع آلات كاتبة بالإنكليزية، وناسخ،[9] ويشير طوطح إلى ظهور خلافات حادة داخل الإدارة البريطانية في رام الله بعد الهجوم، إذ شتم إدوارد كيث روتش (Edward Keith-Roach) المفوض البريطاني في القضاء الضابط متري فراج، واتهم الأول الثاني بالتواطؤ والغباء، وقدَّم الثاني استقالته احتجاجاً.
ووفق اليوميات، فقد استمر التوتر في يوميْ 17 و20، فأُغلقت الطريق بين رام الله والقدس، وقُطع التيليغرام عن رام الله، وبحث البريطانيون في إمكانية استيعاب مدرسة الفرندز 260 جندياً بريطانياً، ودار الحديث أيضاً عن تعزيزات عسكرية إضافية لرام الله تتضمن 400 جندي، سيتم استيعابهم في المدارس الحكومية والفنادق، كما سيتم إحضار 50 شرطياً يهودياً.
أمَّا يومية 25 أيلول/سبتمبر فتحدثت عن تفاصيل معركة كبيرة في رام الله بين الثوار والجيش البريطاني، بمشاركة ست طائرات بريطانية، حيث بدأت المعركة بإطلاق النار بين مدرعة بريطانية كانت تقف عند المنارة في رام الله والثوار المتمركزين في الجنوب الغربي قرب بيت "Qaddawi" لمدة ساعة، ثم انتقلت إلى دوار البيرة، وبقي الضرب من الطرفين عدة ساعات، وحضرت إمدادات للثوار من القرى المجاورة، منها دير دبوان وبرقة، وارتقى في هذه المعركة عدد كبير من الشهداء، جزء منهم ارتقى في وادٍ شرقي البيرة،[10] ثم انتقلت المعركة إلى رام الله مرة أخرى بحلول الغروب، وآخر هجوم واسع يذكره طوطح جرى في آب/أغسطس 1939،[11] عندما هاجم الثوار بشكل متزامن المراكز الحكومية في رام الله، وشمل الهجوم: محطة الإذاعة، ومقر البوليس، والفندق، ومركز القوات المسلحة، وهو ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود بريطانيين.
رام الله ودعم الثورة مالياً
تشير يوميات طوطح إلى أن الثوار كانوا يتوجهون إلى بيوت الميسورين من أهل رام الله ويطلبون الدعم المادي، وتتحدث يومية 7 أيلول/سبتمبر عن قدوم بعض الرجال إلى بيت طوطح، وطلبهم عشرة جنيهات، ويبدو أن مسألة التبرع أخذت تنتظم بشكل سلس، فكان حبيب خوري من القدس الوسيط بين سعيد شقير[12] قائد فصيل بيتونيا من جهة، وطوطح من جهة أخرى، وكلما أراد شقير تبرعاً من طوطح، أرسل خوري إليه،[13] لكن الأمور لم تسِر على ما يرام طويلاً، إذ تتهم اليوميات شقير بالضغط على أهل رام الله من أجل الحصول على المال، ورفض الأهالي ذلك،[14] وتُناقض يوميات طوطح رواية شقير الذي أكد في مذكراته، بوضوح، أنه كان يجمع المال من الأهالي لتمويل أعمال فصيله المقاتل، وكان الأهالي يقدمون المال عن طيب نفس، ومن دون إكراه، [15] في المقابل، توضح اليوميات أن رام الله شهدت في مرحلة الثورة بعض عمليات الابتزاز والتهديد للسكان مقابل المال، وكانت قيادة الثورة تعالجها بحزم، فقد ورد في يومية 2 أيلول/سبتمبر خبر مجيء ثلاثة رجال إلى بيت طوطح مساءً، ووضعوا ملاحظة يطلبون فيها خمسين جنيهاً من المدرسة، أو سيقومون باختطافه، ويعلِّق طوطح على الأمر بقوله: "من المؤكد أنهم ليسوا من الثوار،" ويشير إلى نفي القيادات المحلية للثورة علاقتها بالموضوع، ويورد أيضاً أن رجلين أو ثلاثة أخذوا من جريس سلامة جنيهين، وقد عاقبهما الثوار على تصرّفهما غير المسؤول، وحادثة ثالثة جرت في تشرين الأول/أكتوبر، إذ قام ثلاثة رجال من رام الله بأخذ آلتين كاتبتين بالعربية والإنكليزية، وقد اشتكى عليهما طوطح، فأقام لهما الثوار محكمة وأحضروا المسروقات وتمت معاقبتهما.
البريطانيون في مواجهة الثورة
تحدثت اليوميات عن تفاصيل الإجراءات التعسفية التي اتخذتها بريطانيا ضد الثورة والأهالي، منها إقدامها على فرض منع التجول لفترات طويلة، والطلب من الأهالي نقض الأسوار الحجرية والأشجار في محيط منازلهم كي لا يستخدمها الثوار غطاءً، كما قامت القوات البريطانية بحملات اعتقال ضد الأهالي، وأرسلت تعزيزات إلى رام الله، وبحث البريطانيون إمكانية استيعاب مدرسة الفرندز 260 جندياً بريطانياً، وجرى الحديث عن تعزيزات عسكرية في رام الله تتضمن 400 جندي، يتم استيعابهم في المدارس الحكومية والفنادق في رام الله، كما سيتم إحضار 50 شرطياً يهودياً،[16] ويلمِّح طوطح إلى محاولات البريطانيين استخدام سياسة فرّق تسُد بين الفلسطينيين على أساس طائفي، إذ أشار إلى أن مساعد المفوض بري غوردون (Prie-Gordon) قال له في أعقاب إضراب الفلسطينيين، احتجاجاً على استشهاد عبد الرحيم الحاج محمد، أنه كان على المسيحيين أن لا يضربوا.[17]
رام الله ومظاهر تراجُع الثورة
أشارت اليوميات إلى تراجُع الثورة والعودة التدريجية إلى الحياة الاعتيادية، وذكرت يومية 10 شباط/فبراير 1939، أنه تمت إعادة افتتاح مكتب البريد، وذكرت يومية 11 شباط/فبراير استعادة خط الهاتف، ثم افتتاح المدارس، ووفق طوطح، فإن هنالك تقديرات بريطانية تشير إلى أن الوضع أخذ يذهب في اتجاه التهدئة، وقد أكد في يومية 8 آذار/مارس أن البلاد أصبحت هادئة، وأشار في نيسان/أبريل إلى أن من علامات تراجُع الثورة استمرار نقص المال والذخيرة، واستشهاد عبد الرحيم الحاج محمد،[18] واستسلام عارف عبد الرازق.[19]
في المقابل، بدت رام الله في يوميات شهر آذار/مارس مدينة كئيبة ملأتها الفوضى، حيث اجتمع فيها الكثير من الجوعى والمتسولين، وتُنفَّذ فيها أعمال سرقة وإخلال بالنظام.
[1]Thomas M. Ricks, ed. Turbulent Times in Palestine: The Diaries of Khalil Totah, 1886–1955 (Jerusalem and Ramallah: Institute for Palestine Studies and PASSIA, 2009).
[2]جاء الكتاب في ثلاثة أجزاء. حوى الجزء الأول اليوميات التي غطَّت سنوات 1914، 1918، 1923، 1930، 1938، 1939، 1940، 1941، 1942، أمَّا الجزء الثاني فتضمن شهادتين لطوطح أمام البعثة الملكية الفلسطينية برئاسة اللورد بيل (1937)، ولجنة التحقيق الأنجلو- أميركية (1946)، بالإضافة إلى مقالة عن التعليم في فلسطين، ومجموعة رسائل، واشتمل الجزء الثالث على مجموعة من الصور الشخصية والعائلية، وجدول زمني لسيرة طوطح الذاتية، وشجرة العائلة، وقائمة بأوزان ومقاسات وعملات نقدية وما يعادلها في الوقت الحالي.
[3]يمكن الحصول على سيرة أشمل من الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية.
[4]صحيفة "الأخبار"، 8 أيلول/سبتمبر (1938).
[5] Ricks, op. cit., p 231-232.
[6] يذكر بيان رسمي للثوار أن هجوماً كبيراً شنَّه فصيل القسّام بقيادة محمد عمر النوباني "أبو عمر" يوم 7 أيلول/سبتمبر، ومعه 400 مقاتل، وضم الهجوم عدة فصائل، منها: فصيل رام الله بقيادة حنا عيسى خلف، وفصيل بيتونيا بقيادة سعيد شقير، وفصيل البيرة بقيادة عبد الدائم عبد الصمد، وبعض الثوار من القرى شمال شرقي رام الله، مثل بيتين ودير دبوان وغيرها؛ انظر: أكرم زعيتر، "وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية 1918-1939: من أوراق أكرم زعيتر" (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1984)، ص 502؛ انظر أيضاً:
إبراهيم نيروز، "رام الله جغرافيا- تاريخ- حضارة"، الطبعة الأولى (رام الله: دار الشروق، 2004)، ص 96.
[7]حامد (عبد الحميد) سليمان المرداوي أبو سليمان (1890-1939): وُلد في قرية بيت إمرين قضاء نابلس، شارك مع الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى. كما شارك في الثورة الفلسطينية الكبرى، وقاد عدة عمليات في أكثر من منطقة. تعاون مع فوزي القاوقجي في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى، ومع عبد الرحيم الحاج محمد، وكان من المرشحين لخلافته. استشهد في اشتباك مع القوات البريطانية في منطقة طولكرم.
[8]أدى هذا الهجوم إلى "تحرير" رام الله من البريطانيين لمدة يومين؛ انظر: إبراهيم نيروز، مصدر سبق ذكره، ص 96.
[9]يتوافق هذا الكلام مع ما أورده أكرم زعيتر في يوميات 17 أيلول/سبتمبر أن الثوار اقتحموا مكتب القائمقام ودائرة الصحة، واستولوا على آلات كاتبة بالعربية والإنكليزية وناسخ؛ انظر: زعيتر، مصدر سبق ذكره، ص 451.
[10]ربما كان طوطح يشير هنا إلى المعركة التي جرت في وادي شيبان في أيلول/سبتمبر 1938، وأدت، وفق بعض المصادر، إلى ارتقاء 75 ثائراً، جزء منهم من القرى المحيطة بالبيرة؛ للمزيد من التفاصيل بشأن هذه المعركة من ناحية البيرة، انظر:
سميح حمودة، "البيرة في فترة الاحتلال والانتداب البريطاني 1917-1948 م"، مجلة "شؤون فلسطينية"، العددان 275-276 (ربيع وصيف 2019)، ص 245-247.
[11]يومية 24 آب/أغسطس 1939.
[12]سعيد شقير (1910-2004): وُلد في مدينة بيتونيا، قاد فصيل بيتونيا في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى، هاجر إلى البرازيل، وكان من الداعمين الماليين لمنظمة التحرير، وأصبح عضواً في المجلس الوطني، عاد إلى فلسطين في سنة 1998، وعاش فيها إلى أن توفي.
[13] يومية 10 تشرين الأول/أكتوبر 1938.
[14]تحدث عن هذا الموضوع في أكثر من يومية؛ انظر على سبيل المثال: يومية 6 شباط/فبراير 1939، ويومية 26 شباط/فبراير 1939.
[15] سعيد شقير، "حياة ثائر: حياة المؤلف خلال ثمانين عاماً طريق طويل كله أشواك" (سان باولو، 1993)، ص 16.
[16]يومية 24 أيلول/سبتمبر 1938.
[17]يومية 29 آذار/مارس 1939.
[18]عبد الرحيم الحاج محمد (1892-1939): وُلد في قرية ذنابة في محافظة طولكرم. خدم في الجيش العثماني، وعمل في التجارة. خاض عدداً من المعارك ضد القوات البريطانية في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى، منها: معركة المنطار الأولى (لية بلعا) شرقي نور شمس، ومعركة بيت أمرين، ومعركتا نور شمس الأولى والثانية، ومعركة المنطار الثالثة (لية بلعا). وأصبح القائد العام للثورة الفلسطينية الكبرى في سنة 1938. جُرح في معركة النزلة الشرقية في سنة 1937، وحاصرته القوات البريطانية في محيط قرية صانور جنوبي جنين، واغتالته بعد معركة حامية في أواخر آذار/ مارس 1939.
[19]عارف عبد الرازق (1900-1944): ولد قرية الطيبة قضاء طولكرم، وتعلم فيها وفي طولكرم ونابلس، سجنه البريطانيون ثلاث سنوات قبل ثورة 1936، شمل نشاطه في الثورة قضاء بني صعب، ثم توسع في مناطق يافا والرملة واللد والقدس. اشترك في ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق عام 1941، وغادرها إلى تركيا ثم إلى بلغاريا التي مات فيها.