السجين والجلاد
النص الكامل: 

تقدم تجربة الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية، صورة مكثفة عن واقع الحياة الفلسطينية التي تعيش في سجن الاحتلال الكبير.
قراءة هذه التجربة بأشكالها التعبيرية المتعددة، أكثر من ضرورية. فتجربة الأسرى هي جزء مركزي من الحياة الفلسطينية، ومقاومة الأسرى وصمودهم، يضيئان الجوانب غير المرئية والمهمشة، والتي تحتل مركز الحياة والمقاومة.
في هذا المحور نقدّم قراءة لهذه التجربة من ثلاث زوايا:
الزاوية الثقافية، من خلال قراءة نتاج الأسير وليد دقّة في مقالتين، الأولى، لإلياس خوري الذي يقدم مراجعة لروايتَي: "سرّ الزيت" و"سرّ السيف"، وهما روايتان كُتبتا لليافعين لكنهما تتوجهان إلى الضمير، خارج التصنيفات العمرية. والثانية، لعبد الرحيم الشيخ الذي يقدم مسرحية وليد دقّة غير المنشورة: "الشهداء يعودون إلى رام الله"، ويضعها في سياقها الأدبي من خلال مقارنتها برواية الكاتب الجزائري الطاهر وطّار "الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، كما يضعها في سياق الحرية والتحرر في فلسطين. دراسة عبد الرحيم الشيخ تلقي الضوء على عمل أدبي كبير يفتح آفاقاً جديدة للمعرفة.
الزاوية النضالية، من خلال مقالتين تعالجان الإضراب عن الطعام كسلاح نضالي، هذا السلاح الذي يضم بحسب مشهور البطران، "شاعرية المحنة وقوة الهشاشة." وفي المقابل تضع أشجان عجّور هذا السلاح في سياقه التاريخي مطلّة على تجارب شعوب أُخرى استخدمته في مواجهة الاحتلال والقمع، فهو وسيلة لـ "تسليح الجسد"، وتاريخه الفلسطيني هو جزء من تاريخ الشعوب.
أمّا الزاوية المرتبطة بالتجربة الملموسة، فنعثر عليها في المقابلة التي أجراها مهند عبد الحميد مع الأسير المحرر شادي الشرفا، إذ تؤكد تجربة الأسر أن "الأسير يتفوق على الجلاد."