عرين فلسطين
ملف خاص: 
النص الكامل: 

عنوان هذا المحور مستوحى من التجربة الكبرى التي صنعتها "مجموعة عرين الأسود"، في نابلس.

هذا العرين الفلسطيني الذي تجسّد في كتيبة جنين وفي عرين نابلس، يحتل اليوم المساحات الفلسطينية كلها، ويمتد إلى القدس والخليل وبيت لحم ورام الله، وهو ليس نتاج عمل الفدائيين وجهدهم وتضحياتهم فقط، بل هو تعبير أيضاً عن الروح الفلسطينية التي تتجدد في مواجهة الاحتلال والعسف والهمجية.

"عرين فلسطين" يُبنى من جديد على أنقاض وهم السلام ووهن المستسلمين ونذالة المتعاونين مع الاحتلال.

لا تشهد فلسطين ولادة جديدة، مع أنها أم الولادات، بل تشهد اليوم، ومع فدائييها، انعطافة كبرى ستكون بشارة ولادة زمن فلسطيني جديد، له عنوان واحد هو المقاومة، وأداة مركزية هي الوحدة التي تتبلور في ساحات المواجهة.

ضريبة الدم كبيرة وفادحة، لكنها الطريق الوحيد لاستعادة الروح، وبناء وعي جديد يطيح بالوعي الاستسلامي الزائف الذي ساد بعد هزيمة الانتفاضة الثانية.

إنه صراع بين وعيَين: وعي بأن اسرائيل العنصرية لا تريد أقل من الاستيلاء على فلسطين كلها وتهويدها، وتفرض استسلاماً "تنسيقياً" على الشعب الفلسطيني، وهنا لم تعد المقاومة خياراً، وإنما صارت تجسيداً لإرادة الحياة، وعنواناً للبقاء، وأفقاً للحرية؛ ووعي زائف لا يزال يلعب لعبة سلطة لا تملك  سوى التسلط، ويقتات من وهم سلام لم يعد ممكناً حتى بصيغته الاستسلامية الراهنة.

هذا المحور هو محاولة لاستكشاف بذور الجديد الذي يولد، وفيه نقدم تقريراً شاملاً أعدّه عبد الباسط خلف عن المناخ المقاوم وعن القمع الإسرائيلي، وهو تقرير يرسم أمامنا صورة كاملة قد تفاجئ كثيرين منّا. فالأحداث الدموية التي عاشتها فلسطين خلال العام الماضي، تقدم حين نجمعها، صورة شاملة للغليان الذي يسبق العاصفة.

كما يقدم يامن دوباني بورتريه للثائر المطارد والضمير الحي أبو رعد، بينما يجمع عبد الجواد عمر وسعيد أبو معلّا ومهند عبد الحميد الوقائع الميدانية ويقومون بتحليلها.

هذا المحور هو دعوة كي تستعيد الكتابة معناها ودورها، كأداة للتعبير عن وقائع وآفاق جديدة، في مسيرة المقاومة المستمرة.

 

لوحة لحافظ عمر: عدي التميمي مقاوماً وشهيداً