مقدمة
النص الكامل: 

وقائع ورهانات

يُسجل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حفاظها على عقد مؤتمراتها الوطنية، حتى إن تأخر بعضها لأسباب موضوعية خارجة عن إرادتها. والمؤتمر الوطني الثامن لـ "الشعبية" الذي عُقد في أيار / مايو الماضي يأتي ضمن هذا التصنيف، فقد التأم متأخراً 4 أعوام عن موعده (2018) وبعد 9 أعوام من عقد المؤتمر السابع (2013)، وهي مدة طويلة حدثت فيها تطورات عديدة، فتوجب أن يكون المؤتمر الثامن نقلة في الشكل وفي المضمون.

وبسبب صعوبة عقد المؤتمر في مكان واحد، كان الحل أن يُعقد المؤتمر في مواقع جغرافية متعددة، وأن تُستثنى منظمة الجبهة الشعبية في الضفة الغربية الواقعة مباشرة تحت قبضة الاحتلال، وهو ترتيب نجح على الرغم من صعوبته.

ما سبق هو وقائع فرضت تأجيل المؤتمر الثامن، وعقده في أمكنة متنوعة، لكن تبقى الرهانات، وأهمها رهان نهوض اليسار من موت سريري ترك الساحة لثنائية فصيلَين هما "فتح" و"حماس"، يتبارزان في سكرة موت القضية على سلطة هنا وأُخرى هناك. فهل يفتح المؤتمر الثامن الباب أمام نهوض خيار ثالث، وخصوصاً بعدما تمكنت "الشعبية" من تجاوز عدة عقد موضوعية تحدثنا عنها، وذاتية تمثلت في تجديد القيادة التزاماً بنص النظام الداخلي؟

هذا الرهان بحاجة إلى أن تُقنع الجبهة الشعبية الفلسطينيين عملياً، بأنها الخيار الثالث بعد استنهاضها اليسار الغافي في كبوة مميتة.

في ملف "المؤتمر الثامن لـ 'الشعبية' "، حوار أجرته هيئة التحرير مع نائب الأمين العام جميل مزهر، عن الوقائع وآفاق المستقبل، وتقرير يتضمن تحليلاً معمقاً عن المؤتمر واحتمالاته، ونُبذتان عن كل من جورج حبش وأبو علي مصطفى.