"إنها أكثر من مجرد امرأة، إنها قدوة تم اغتيالها"
التاريخ: 
24/05/2022
المؤلف: 

صدم اغتيال شيرين أبو عاقلة على يد أحد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، ثم صور اعتداء الشرطة الإسرائيلية على حاملي نعشها في القدس المحتلة، المجتمع الدولي، ودفع العديد من المسؤولين الدوليين إلى التنديد باغتيالها وبالاعتداء على جنازتها، وطالب بعضهم بفتح تحقيق في حادثة الاغتيال وفي حادثة الاعتداء على الجنازة. وفي موقف نادر لمجلس الأمن حيال موضوع يتعلق بإسرائيل وممارساتها، صدر بيان بالإجماع عن هذه الهيئة الدولية أدان اغتيال شيرين أبو عاقلة، ودعا "إلى تحقيق فوري وشامل وشفاف وحيادي" في عملية الاغتيال، لكن من دون الدعوة صراحة إلى أن يكون هذا التحقيق دولياً[1].

وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" قد طالبت بإجراء مثل هذا التحقيق الدولي المستقل في أسرع وقت ممكن، وذلك بعد أن أدانت في بيان أصدرته اغتيال شيرين أبو عاقلة ووصفته بأنه "انتهاك خطير لاتفاقيات جنيف وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2222 بشأن حماية الصحفيين"، وعبّر كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، عن "عدم رضى منظمته عن اقتراح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد بأن تشارك بلاده في تحقيق مشترك في ملابسات وفاة الصحافية". وأشير إلى أن اغتيال شيرين أبو عاقلة هو الأحدث في سلسلة طويلة مقلقة، ذلك إنه في نيسان/أبريل 2018 توفي الصحافي الفلسطيني أحمد أبو حسين من إذاعة صوت الشباب متأثراً بجراحه بعد إطلاق قناص إسرائيلي النار عليه، كما قُتل الصحافي ياسر مرتجى، الذي أسس وكالة عين ميديا ​​المستقلة، في الشهر نفسه برصاصة قناص، وكان هذان الصحفيان يغطيان مسيرة العودة، وهي "حركة احتجاجية مدنية انطلقت في 30 آذار/مارس 2018 في قطاع غزة للتنديد بالحصار الإسرائيلي والمطالبة بـحق العودة للاجئين الفلسطينيين". ومنذ سنة 2018، وثقت "مراسلون بلا حدود" تعرض أكثر من 140 صحافياً لانتهاكات من جانب قوات الأمن الإسرائيلية خلال مسيرات يوم العودة، كما وثقت مقتل ما لا يقل عن 30 صحافياً فلسطينياً منذ سنة 2000[2].

 

عمل فني لرؤوف كراي

 

التواطؤ مع إسرائيل سيحول دون إجراء تحقيق دولي شفاف  

بيد أن عدداً من المحللين شكك في إمكانية إجراء تحقيق دولي شفاف ومحايد في اغتيال شيرين أبو عاقلة. ففي مقال نشره في 16 أيار/مايو الجاري، ندد آلن غريش رئيس تحرير مجلة "أوريان 21" الإلكترونية، باعتداء الشرطة الإسرائيلية على جنازة شيرين أبو عاقلة وعلى حاملي نعشها، معتبراً أن تصرف الشرطة هذا يقوض أسس "الكرامة الإنسانية" وينتهك "مبدأ مقدساً يعود إلى فجر التاريخ: الحق في الدفن بكرامة"، ورأى أن إسرائيل "تتصرف في وضح النهار، بوقاحة وغطرسة، وشعور استعماري بالتفوق لا يميز فقط غالبية الطبقة السياسية الإسرائيلية، بل يميّز كذلك جزءاً  كبيراً من وسائل الإعلام"، ليخلص إلى أن ردود الأفعال العالمية إزاء جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة، "التي كانت أكثر قليلاً من المعتاد"، لن تثمر إجراء تحقيق دولي في اغتيالها، "لأنه لا الغرب ولا الدول العربية التي قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل على استعداد لتجاوز التنديدات اللفظية التي لا تخدش أحداً"، وخصوصاً أنه "في يوم تشييع جنازة شيرين أبو عاقلة نفسه، أعلنت الحكومة الإسرائيلية بناء 4400 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية". ورداً على من يندد بلجوء الفلسطينيين إلى العنف، "المحدود جداً مقارنة بالعنف الذي يستخدمه الإسرائيليون"، ذكّر غريش بما كتبه نيلسون مانديلا في إحدى المناسبات: "دائماً ما يكون الظالم، وليس المظلوم، هو من يحدد شكل النضال. إذا استخدم الظالم العنف، فلن يكون أمام المظلوم خيار سوى الرد بالعنف. في حالتنا، كان العنف مجرد شكل من أشكال الدفاع عن النفس". وختم غريش مقاله بالقول: "ربما لن نعرف أبداً هوية الجندي الإسرائيلي الذي ضغط على الزناد وقتل الصحافية الفلسطينية، لكن ما نعرفه بالفعل هو أن سلسلة التواطؤ طويلة؛ فهو إذ يصدر من تل أبيب، فإنه يمتد إلى واشنطن ، ويتسلل إلى أبو ظبي والرباط ، ثم إلى باريس وبروكسل، بحيث يصبح مقتل شيرين أبو عاقلة جريمة جماعية وليس عملاً منعزلاً"[3] .

 إسرائيل دولة لا تخضع لأي عقوبة من جانب الدول الكبرى

هذا ما شدد عليه جهاد جيلون، رئيس قسم المغرب العربي والشرق الأوسط في مجلة "جون أفريك" الواسعة الانتشار، في مقال نشره في 16 أيار الجاري، وبدأه بالقول إن "هناك دولة تقتل الصحافيين، وتقوم بضم الأراضي بصورة غير قانونية، وتسجن الآلاف من القُصر، وتسعى جاهدة لجعل حياة الملايين من الناس جحيماً يومياً، ويقوم قادتها السياسيون بانتظام بالترويج للتطهير العرقي"، لكنها دولة "لا تخضع أبداً لأية عقوبة من جانب القوى العظمى، ولا يهدف أدنى مؤتمر إلى إبعادها عن المجتمع الدولي"، بل هي دولة "يُستشهد بها كنموذج في "مكافحتها للإرهاب" ويتم الإشادة بصورة منتظمة بطابعها "الديمقراطي"".

وتابع جيلون أن إسرائيل دولة "تسعى للتلاعب بالحقائق عندما قتل أحد جنودها على ما يبدو صحافية أثناء ممارستها لواجباتها"، وهي "ترتدي سترة واقية من الرصاص مختومة بـ "الصحافة" وخوذة"، وبينما كان جسدها لا يزال دافئاً، سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت "إلى التصريح "لست أنا! وتمّ نشر مقطع فيديو يظهر أن الصحافية قد ماتت على الأرجح بنيران فلسطينية". بيد أن هذه "الرواية" لم تحافظ على "مصداقيتها" سوى حوالي ثلاث ساعات، ذلك إن منظمة "بتسيلم" غير الحكومية الإسرائيلية "أثبتت بسرعة أن السيناريو الذي روج له بينت يتحدى قوانين الفيزياء، حيث يفصل بين المكانين عدة مئات من الأمتار ويفصل بينهما عدة مبان"، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي إلى أن يدّعي أنه سيجري تحقيقاً، بحيث "يريد المشتبه به الرئيسي أيضاً أن يكون القاضي"، علماً "أن التحقيق الدولي المستقل الذي طالبت به السلطة الفلسطينية هو وحده القادر على كشف الحقيقة".

ثم يتطرق الصحافي نفسه إلى الظروف التي رافقت تشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة، فيشير إلى أنه "مع خروج نعش الصحافية من مستشفى القديس يوسف في القدس، انكبت قوات الأمن الإسرائيلية على معاقبة الفلسطينيين المستعدين لمرافقة شيرين أبو عاقلة إلى مثواها الأخير"، إذ "هاجم ضباط شرطة الدولة اليهودية وضربوا بالهروات الفلسطينيين العزل الذين أرادوا التعبير عن حزنهم، والذين كان خطأهم التلويح بالعلم الفلسطيني"، بحيث أضافت القوات الإسرائيلية "إلى الوحشية، التي اعتاد عليها العالم عندما تمارس ضد الفلسطينيين، العار الذي لا يتراجع حتى أمام قداسة الموت والحزن"، ليخلص جيلون  إلى أن شعور القادة الإسرائيليين "الذي لا يقاوم بالإفلات من العقاب"، قد "عززه بوضوح تطبيع العلاقات بين الدولة اليهودية وعدة دول عربية في السنوات الأخيرة"، هذه الدول التي "ادّعت أنها من خلال إقامة حوار مع إسرائيل، لا يسوغه أي تطور إيجابي لوضعية الفلسطينيين، ستكون قادرة على الضغط أكثر على إسرائيل؛ وها نحن نرى اليوم ماذا حصل، إذ  أظهر الطابع الخجول لردات فعلهم [على اغتيال شيرين أبو عاقلة] أن حقوق الفلسطينيين لم تزن قط في ميزان "اتفاقيات أبراهام" سيئة الصيت"[4].

"بموتها تحيي شيرين أبو عاقلة ذكرى جميع الضحايا الذين سقطوا بصمت"

تحت هذا العنوان كتب المراسل الصحفي الفرنسي جاك ماري بورجيه مقالاً يرثي فيه شيرين أبو عاقلة، ويطالب بأن تتابع قضيتها لدى القضاء مهما طال الزمن حتى يُسترد حقها، كما حصل معه بعد جهد جهيد ومعاناة طويلة تواصلت على مدى سنوات. فقد أصيب بورجيه، الذي كان يعمل مراسلاً لمجلة "باري ماتش" الفرنسية برصاصة قناص إسرائيلي استقرت في رئته اليسرى في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2000، خلال قيامه بتغطية أحداث الانتفاضة الثانية في مدينة رام الله. ولم تلقَ دعوى "محاولة القتل المتعمد" التي رفعها أمام المحاكم الباريسية، ضد الجندي الإسرائيلي الذي استهدفه، النجاح سوى في21 حزيران/يونيو 2018، عندما منحته محكمة استئناف باريس صفة "الضحية"، وأكدت في قرارها أنه "وفقًا للمادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول المؤرخ في 8 حزيران/ يونيو 1977 لاتفاقيات جنيف المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949، بشأن حماية ضحايا النزاعات المسلحة الدولية، والذي دخل حيز التنفيذ بالنسبة لفرنسا في 24 آب/أغسطس 1984، فإن الصحافيين الذين يقومون بمهمات مهنية خطيرة في مناطق النزاع المسلح يعتبرون مدنيين ويتمتعون بالحماية على هذا الأساس". وتابع قرار المحكمة "أن صاحب الطلقة ارتكب عملاً خطيراً لم يكن ضرورياً على الإطلاق في ظل الظروف الواقعية التي كانت قائمة، وأنه تصرف بشكل ينتهك قواعد القانون الإنساني الدولي". وعقب محامي المراسل الصحفي على قرار المحكمة هذا بقوله: "ليس هناك عذر قضائي لجندي عندما يستهدف مدنيين ومراسلين صحافيين، والمهم أن تقوم الدولة الفرنسية بتطبيق القرار الذي اتخذته محكمة استئناف باريس"[5].

وفي مقاله الذي رثى فيه شيرين أبو عاقلة، أشار جاك ماري بورجيه إلى إنه يريد التعبير عن تضامنه مع شيرين عبر تقديم "شهادة من واقع تجربته الشخصية"، وكتب: "يمكنني أن أصف الثواني المرعبة التي عاشتها شيرين، أي آخر لحظة في حياتها؛ إنها صحافية، تقف عزلاء، ليس لشن الحرب بل لتقديم التقارير، والسماح للعالم برؤية ما هو غير مرئي"، وأضاف: "كانت لمراسلة من نوعية شيرين خبرة كافية لعدم تعريض نفسها للنيران، ولم يكن سقوطها من قبيل الصدفة لسوء الحظ، بل كان جراء قرار البربري الذي  قرر بقتلها أن يرتكب جريمة حرب؛ وبحسب القانون، فهو هجوم إرهابي، لكنه لم يأبه بذلك لأنه يعلم أنه عندما يضغط على الزناد فهو لن يعاقب". ووصف بورجيه شيرين، كما عرفها، فكتب: "إنها شجاعة في قصصها، وشجاعة في الميدان، حافظت دائماً على حسن الضيافة، وكانت مستعدة دائماً لمساعدة الآخرين؛ إنها أكثر من مجرد امرأة، إنها قدوة تم اغتيالها. التقيت بها مرات في رام الله، في غزة، في القدس، في فناء فندق "أميريكان كولوني" الذي كان قصر لورنس العرب؛ كانت صحافية وفلسطينية، لكنها كانت أيضاً فلسطينية وصحافية.. إن أولئك الذين يجرؤون على إخبارنا اليوم أن كتاباتها كانت متشددة هم جبناء... بموتها، تحيي شيرين أيضاً ذكرى جميع الضحايا الذين سقطوا بصمت. بجروح خطيرة للغاية، تركها على الرصيف الديموقراطيون الإسرائيليون اللامبالون الذين رفضوا مساعدتها، أعرف النغمة التي كررتها اليوم السلطات الإسرائيلية: "الفلسطينيون هم من أطلقوا النار"...ثم يأتي، بعد ذلك كذب التحقيق النزيه، الذي يمكن بالطبع أن يكون ذا مصداقية فقط عندما يقوم به "خبراء" إسرائيليون. أنا شخصياً، بعد إصابتي، قيلت لي هذه الكذبة، كذبة أن "الجيش يجري تحقيقاً". لكن بفضل القتال، وبمساعدة المحامي ويليام بوردون وعدد قليل من القضاة الفرنسيين، انتهى بي المطاف بأن أعلم رسمياً من إسرائيل "أن قضيتي قد تمت دراستها، لكن التقرير العسكري يظل سرياً"...لقد استغرق الأمر عشرين عاماً من النضال من أجل أن تعترف العدالة الفرنسية بأنني كنت بالفعل ضحية محاولة اغتيال من قبل إسرائيل (جريمة حرب)...

إن شهادتي هذه تريد الوقوف أمام الأكاذيب الرسمية وإعطاء القليل من الأمل لأولئك الذين أحبوا شيرين. فالدراسة الباليستية، في المنطقة التي قُتلت فيها زميلتنا، ودراسة المقذوف- إذا تم العثور عليه – في وسعهما فضح الجاني، الذي سيعاقب في يوم من الأيام، هو وأولئك الذين يتضامنون معه، وربما سيعاقب أطفاله أيضاً بالكثير من الخزي والظلم المتراكمين...إن تراكم البربرية بوجه بشري، وهو ما سيكون انتحاراً بالنسبة إلى إسرائيل، سيفجر ذات يوم معطف الرصاص الذي يريد أن يخنق فلسطين"[6].

"هذا الكنيست لا يمثلنا، وهذه الشرطة ليست شرطتنا"

أثار اغتيال شيرين أبو عاقلة والهجوم على جنازتها تنديد عدد من الكتّاب والفنانين والأكاديميين والناشطين اليهود من أصحاب النزعة الإنسانية في فرنسا، الذين سارعوا، في 16 أيار الجاري، إلى نشر بيان في الصحافة بعنوان: "لماذا نحن اليهود وأصحاب النزعة الإنسانية ندين بلا تردد أفعال الشرطة الإسرائيلية في جنازة شيرين أبو عاقلة"، ومما ورد في هذا البيان: "إن جميع الموقعين على هذا النص يهود وأصحاب نزعة إنسانية. وبالطبع، فإن كل واحد منهم يهودي على طريقته...بيد أن الاختلافات هنا لا تهم كثيراً؛  فالقاسم المشترك بين جميع الموقعين على هذا النص هو أنهم يعطون ارتباطهم باليهودية معنى أخلاقياً...

في سنة 2018، أعلن الكنيست إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، من دون استشارة أي واحد منا حول ما يمكن أن يعنيه هذا التعريف له، ومن دون أن يشارك أي واحد منا في انتخاب البرلمانيين الذين اعتمدوه. وبهذه الطريقة، جعل الكنسيت يهود الشتات وحتى اليهودية مشاركين في تحمّل مسؤولية السياسة التي تنتهجها الهيئات الحاكمة لهذه الدولة.

بيد أنه لا يمكن ليهود الشتات بأي حال من الأحوال التدخل في تحديد هذه السياسة. ومن الواضح أن اليهودية لا علاقة لها بهذه السياسة. هذا هو الأمر الوحيد الذي نرغب نحن اليهود في التذكير به بصورة رسمية اليوم...

لماذا اليوم؟ لأنه في يوم الجمعة  الواقع فيه 13 أيار/مايو، صُدمنا، مثل ملايين الأشخاص حول العالم، بصفتنا شهود عيان بالطريقة التي هاجمت بها الشرطة الإسرائيلية موكب من أرادوا مرافقة الصحافية الفلسطينية- الأميركية، شيرين أبو عاقلة، إلى مثواها الأخير، وهي التي كانت قد قُتلت في الميدان أثناء تغطيتها اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين في 11 أيار/مايو. لقد كنا شهود عيان على كيفية قيام هذه الشرطة بمهاجمة من حملوا نعشها، الذي كاد أن يسقط...

إن هذه الحقائق، التي تشهد عليها الصور التي نُقلت إلى جميع أنحاء الكوكب، تدنس الأرض التي يعتقد البعض أنها أعطيت لهم من الله. كما أنها تدنس اليهودية وإنسانيتنا المشتركة. إننا نحن  اليهود وأصحاب النزعة الإنسانية، نعلن أن قوة الشرطة هذه ليست قوة شرطتنا، وأن من يعطيها الأوامر لا يعنوننا بشيء، وأن الأفعال التي ترتكبها هذه الشرطة ومن يعطوها الأوامر لا تلزمنا.

إن اليهودية، مهما يكن تعريفها، لا تأذن ولا تأمر بأي عمل من هذا القبيل. إننا بصفتنا ورثة- كل واحد منا على طريقته الخاصة- لتاريخ عمره قرون يتكون من معارك عادلة ومعاناة قاسية، نتملك، نحن اليهود وأصحاب النزعة الإنسانية، فكرة عن اليهودية لا تتوافق مع ارتكاب مثل هذه الأعمال. إننا لا نفصل عن هذه اليهودية بعض مبادئ مجردة، أحدها هو الاحترام البسيط للموتى وأجسادهم"[7].

وختاماً، فقد أوردت وكالات الأنباء، في 23 أيار الجاري، أن وزارة الخارجية الفلسطينية أحالت بالفعل ملف اغتيال شيرين أبو عاقلة، ونتائج التحقيقات الفلسطينية، إلى المحكمة الجنائية الدولية، وذلك ضمن رسالة وجهتها  إلى مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم أحمد خان. والمهم الآن أن تصمد السلطة الفلسطينية وأن تستمر في دعواها ضد قاتل شيرين أبو عاقلة، ومن يقف وراءه، بغض النظر عن  الضغوط الدولية التي من الممكن أن تتعرض لها.

 

[1] https://www.france24.com/fr/moyen-orient/20220514-la-journaliste-shireen-abu-akleh-inhum%C3%A9e-%C3%A0-j%C3%A9rusalem-un-incident-provoque-un-toll%C3%A9-international

[2] https://rsf.org/fr/isra%C3%ABl-palestine-rsf-exige-une-enqu%C3%AAte-ind%C3%A9pendante-sur-la-mort-brutale-de-la-journaliste-d%E2%80%99al

[3] https://orientxxi.info/magazine/obscenites-israeliennes-complicites-occidentales-et-arabes,5610

[4] https://www.jeuneafrique.com/1346734/politique/israel-toute-honte-bue/

[5] https://www.acrimed.org/Le-droit-a-indemnisation-du-journaliste-Jacques

[6] https://www.lnr-dz.com/2022/05/18/par-sa-mort-shireen-abu-akleh-ressuscite-la-memoire-de toutes-ces-victimes-tombees-sans-faire-de-bruit/Pon Abu Akleh

[7] https://www.nouvelobs.com/tribunes/20220516.OBS58531/pourquoi-nous-juifs-et-humanistes-condamnons-sans-appel-les-agissements-de-la-police-israelienne-aux-obseques-de-shireen-abu-akleh.html