حبيبتي قمر...
كتابة صفحة واحدة من حياة إنسان هي عملية شاقة ومؤرقة، لأنها تحتاج إلى جهد استثنائي، ولا سيما إذا كان هذا الإنسان امرأة ترفض أن يرسم مستقبلها غيرها، في مجتمع يستكثر عليها هذا الدور ويرفضه؛ امرأة قتلت الخوف في داخلها، وحطمت قيود الاستبداد من ناحية، وقيود الاستعمار من الناحية الأُخرى، وشقت طريقها في اتجاه حلم جميل، في وطن حُرّ يحلّق فوق جناح عصفور، حُلم تعاهدت وشريك حياتها على المضي نحوه بعد أن نسجا وثيقته من أشعة شمس فلسطين.
حبيبتي قمر...
لا أعلم إن كانت الشواطىء تحاصر البحر أم تحميه، فلكل إجابة من هاتين الإجابتين فلسفتها الخاصة، ففي واقعنا الفلسطيني يرتفع منسوب التناقضات، ويقلّ الاعتراف بالإنجازات خارج نطاق الولاء والتبعية. لذلك قررت أن أُحدثك عن تضحيات واحدة من النساء المناضلات بعيداً عن الشعارات الفضفاضة التي تُجِلّ أمام الشاشة دور المرأة وتثني عليه، بينما في الواقع تضطهدها وتقمعها وتحول دون تقدمها، هذا إن لم تتحرش بها.
هذه المرأة التي بذلت نفسها لخدمة قضيتها وشعبها هي الأخت والصديقة فدوى البرغوثي، زوجة الأخ والصديق مروان.
فدوى المناضلة طافت العالم وهي تدافع عن قضية شعبها وحقوقه، ليس لأنها زوجة القائد مروان البرغوثي فقط، مثلما يحاول البعض أن يروّج ويدّعي، في محاولة خبيثة للتقليل من قدرتها ومن شأنها، فكم من زوجة لقائد قُمعت أو عجزت عن القيام بأي مهمة، بل لكونها شخصية قيادية كاريزماتية، تمتلك من القدرات والكفاءة ما يؤهلها لتأدية أصعب المهمات. وبالمناسبة، مروان يعترف لها بهذا الفضل بكل محبة وتواضع، ويُقرّ بأنها حملته على أكتافها، وحمته في قلبها، طوال أعوام اعتقاله ومنفاه، فلولاها لطواه زمن السلطة والنسيان والخذلان، غير آبهٍ برمزيته وشعبيته.
وكي لا نغرق كثيراً في الوصف الذي تستحقه عن جدارة، دعيني أُعرفك عليها عن قرب.
في قرية كوبر التي تقع على بعد 14 كم إلى الشمال الغربي لمدينة رام الله، كان ميلادها، وقد وُلدت لأب متوسط الحال يملك أرضاً، لكنه ممّن يرفضون بيع الأرض حتى لو كان في حاجة إلى ذلك، غير أنه يملك كثيراً من الوعي والإيمان بحقّ المرأة في التعليم، فحرص على تعليمها وأخواتها، وأمّن لها سيارة تنقلها يومياً إلى مدرسة رام الله وهي بعمر 12 عاماً، لأن مدرسة كوبر آنذاك كانت حتى الصف السادس فقط، فوالدها كان مؤمناً بحقّ المرأة في التعليم وأهمية ذلك في تعزيز دورها الوطني والتربوي والاجتماعي.
فدوى البرغوثي، المحامية والسياسية الفلسطينية البارزة، وقرينة المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي، القيادي الفتحاوي والنائب البرلماني الأسير، هي نموذج للمرأة الفلسطينية المتعلمة والمثقفة والمناضلة من أجل وطنها وعائلتها، وهي تلك الزوجة التي كسرت قضبان الحزن لتخرج إلى ساحة النزال العالمي مع المحتل، لا في فلسطين وحدها، بل على المستوى الإقليمي والدولي كذلك، للتعريف بقضية زوجها الأسير، ومن خلاله بقضية الأسرى عامة وقضية فلسطين، من أجل الكشف عن جرائم الاحتلال وسياسته القائمة على الاحتلال والحصار والقتل والتمييز العنصري وتهويد الأرض والمقدسات.
تقول فدوى: "كان عمري 14 عاماً عندما اشتبكنا مع الاحتلال، واعتُقل عدد من شباب القرية، بينهم مروان وكان عمره وقتها 19 عاماً، وكان بعض الفتيات يخشى الارتباط بشاب اعتُقل ومهدد بتكرار الاعتقال، لكني كنت أفضّل الارتباط بشخص مناضل."
مشاركة المرأة، وحقها في التعليم، وأهمية دورها الوطني والتنموي والتربوي على قدم المساوة مع الرجل، كانت أحد الأسس التي جمعت مروان وفدوى، وأطّرت مسيرتهما المشتركة، فانتظرته فدوى خلال أعوام سجنه الخمسة منذ سنة 1978 حتى مطلع سنة 1983. وعندما أُفرج عنه تمت الخطوبة، والتحق مباشرة بجامعة بيرزيت، فكان من أبرز مؤسّسي حركة الشبيبة الطلابية، وحركة الشبيبة الفتحاوية التي هي الإطار الجماهيري الأوسع فلسطينياً، والذي سيقع على عاتقه قيادة الشارع الفلسطيني في أعوام الانتفاضة الكبرى التي انطلقت في سنة 1987. انتُخب مروان المنسق العام لحركة الشبيبة الفلسطينية، وانتُخب بعد ذلك لرئاسة مجلس طلبة الجامعة لثلاث فترات متتالية، وأصبح وزملاؤه من المناضلين من أعلام الحركة الوطنية الفلسطينية في فترة كانت الحركة الطلابية تقود النضال المجتمعي، وتبادر إلى قيادة مرحلة مواجهة شاملة مع المحتل. بالتوازي، في تلك الأعوام، وبعد إنهائها الثانوية العامة في سنة 1984، وبدعم ومساندة من مروان، بدأت فدوى دراستها للحصول على دبلوم في العلوم والرياضيات، وبادرت مع مجموعة من المناضلات إلى تأسيس اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي، وهو الإطار الفتحاوي النسائي الجماهيري، وكانت عضواً في اللجنة الخماسية المؤسسة للاتحاد. وفي بداية تأسيس هذا الاتحاد، أشرفت فدوى على أحد أهم مشاريعه، والمتمثل في عشرات رياض الأطفال في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وبعد عامَين أصبحت منسقة لجان الاتحاد في الضفة الغربية كلها لثلاثة أعوام لاحقة.
استمرت فترة الخطوبة نحو عام وثلاثة أشهر تعطل خلالها الزواج أكثر من مرة، بسبب اعتقال مروان على فترات من شهر إلى ثلاثة أشهر. وفي سنة 1984، وعقب الإفراج عنه بعد اعتقاله بسبب نشاطه الطلابي، سارعت أسرتاهما إلى تحديد موعد الزفاف، خشية أن يعاد اعتقاله، لكن بعد 6 أيام من عقد القران، وضعه الاحتلال رهن الإقامة الجبرية. ومع أن هذا ربما يكون القرار الوحيد للاحتلال الذي أسعد فدوى، لأنه ضمن لها أن يظل عريسها إلى جوارها، بلا اعتقال أو انشغال بهموم السياسة، إلّا إن أزمة نشبت بين التنظيمات الشبابية الفلسطينية في جامعة بيرزيت، في اليوم التالي لوضع مروان في قيد الإقامة الجبرية، فكسر القرار وخرج إلى الجامعة للعمل على إنهاء الخلاف، فأعاد الاحتلال أسره، ليختصر بذلك شهر العسل إلى ستة أيام فقط، ويعود بعد أربعين يوماً.
وما هي إلّا بضعة أشهر قضتها فدوى مع زوجها، حتى عاود الاحتلال اعتقاله مجدداً، لكنها كانت قد حملت بابنهما البكر القسّام، فاعتُقل وهي حامل ليخرج وطفلهما البكر عمره 5 أشهر، فكان نصيب القسّام أن يأتي إلى الدنيا فلا يجد والده في استقباله يكبّر في أذنيه، أو يحمله بين ذراعيه، أو يقبّل جبهته ووجنتيه، كالابنة الثانية ربى، التي وُلدت ووالدها مطارد يفترش الجبال والعشب. وفي سنة 1987، أُبعد مروان عن البلد، إلى الأردن، فعملت فدوى بسرعة على اللحاق به استباقاً لاحتمال صدور قرار بمنعها، إلّا إنها اضطرت إلى أن تعود إلى فلسطين من دونه، كي تضع طفلها شرف على الأرض الفلسطينية، وهو ما حدث مع طفلهما الرابع عرب.
عن ذلك قالت فدوى: "كنت أتعمد أن أحضر إلى فلسطين قبل الولادة، لأضع طفلي على الأرض الفلسطينية، وأحرّر له شهادة ميلاد فلسطينية، ثم أعاود السفر إلى زوجي بعد شهر، فمروان لم يحضر ميلاد أي من أبنائه الأربعة، الأمر الذي كان يؤلمني، لكن ذلك كان فعل الاحتلال."
خلال فترة إبعاد مروان إلى خارج البلد، وإلى جانب تفرغها لتمثيل اتحاد لجان المرأة خارج الوطن، تابعت أمّ القسّام تعليمها الجامعي، فسجلت منتسبة في جامعة بيروت العربية بتشجيع ودعم من مروان، واختارت دراسة الحقوق لتتمكن من الدفاع عن قضيتها وأبناء شعبها. ولم يفتّ في عضدها سهرها على تربية أطفالهما الأربعة، في ظل انشغال الأب المبعد إلى الأردن بقيادة اللجنة العليا للانتفاضة الكبرى، وإنما تقدمت لامتحاناتها في الأردن حيث كانت تقيم، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الحقوق، وعن ذلك قالت: "ساندني مروان وكان يُحضر لي الكتب، ويساهم في رعاية الأبناء. وكلما ثقلت عليّ الأعباء كنت أتوقف عن الدراسة وأقول لا أريدها، وأتوقف يومين أو ثلاثة، ثم يشجعني فأعود."
في سنة 1994، عادت برفقة زوجها وأبنائهما إلى فلسطين حيث حصلت على درجة الماجستير في القانون في سنة 2003 من جامعة القدس، وكانت رسالتها بعنوان "المسؤولية المدنية الطبية في حالات الولادة".
كان التحدي الأكبر أمامها هو اختطاف قوات الاحتلال لمروان الذي كان أحد أبرز قادة انتفاضة الأقصى، وعضو المجلس التشريعي، وأمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية آنذاك وعضو مجلسها الثوري، وعضو المجلس الوطني، وذلك في 15 نيسان / أبريل 2002، خلال اجتياح المناطق "أ" الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، وكان على فدوى – فضلاً عن إدارة حياة أبنائها في غياب والدهم - أن تحمل راية الدفاع عن زوجها، ورؤيته السياسية وبرنامجه النضالي، وإيصال رسالته إلى العالم، والحفاظ على خط التواصل بين مروان كزعيم وقائد وطني وبين جماهير شعبه، فترأست الحملة الشعبية لإطلاق سراح مروان البرغوثي وجميع الأسرى، ثم عملت على تأسيس حملة دولية لتشكل رافعة لقضية مروان ومن خلاله لقضية الأسرى عامة، ولبرنامجه ورؤيته السياسية والاجتماعية، وشرعية نضال الشعب الفلسطيني كواجب وحقّ ديني وسياسي وأخلاقي ووطني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة، وهذا كله في سياق النضال من أجل الحرية بمعناها الواسع، على المستوى الوطني وإنجاز الحقوق الوطنية، وعلى المستوى الداخلي الفلسطيني بتأكيد الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات، ومحاربة الفساد السياسي والإداري والمالي كوجه آخر للاحتلال، والدفاع عن حرية التعبير وحقوق الفئات المستضعفة، واحترام المرأة وصيانة حريتها وحقوقها.
ومنذ سنة 2002، نظمت الحملة الشعبية بعد تأسيسها آلاف الفاعليات الجماهيرية والثقافية والفنية والرياضية والاجتماعات التضامنية مع الأسرى، واستضافت مئات الوفود البرلمانية والحقوقية والإعلامية من مختلف دول العالم للتعريف بقضية الأسرى ونضالهم المشروع، وتجنيد الرأي العام الدولي لمصلحة حقوق الشعب الفلسطيني ونضاله العادل، ودعم حركة المقاطعة (BDS)، كما تعاونت الحملة في تنظيم فاعليات مع لجان مقاومة الجدار، ونظمت عدداً كبيراً من الفاعليات التطوعية لخدمة الشعب الفلسطيني. وكان لفدوى البرغوثي دور مهم ومركزي في تحضير الجماهير الفلسطينية لمساندة الأسرى، وتشكيل لجنة عليا لقيادة الفاعليات التضامنية قبيل انطلاق إضراب الحرية والكرامة بقيادة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي، هذا الإضراب الذي كان الأوسع والأكثر والأطول في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة، والذي أسّس مرة أُخرى لقدرة الحركة الأسيرة على خوض معركة مفتوحة بالأمعاء الخاوية مع حكومة الاحتلال وسلطات السجون التي استغلت الانقسام الداخلي الفلسطيني والعجز الرسمي لشن هجوم واسع من أجل التضييق على الأسرى، وسحب الإنجازات التي حققتها الحركة الأسيرة عبر عقود من النضال والصبر والمواجهة.
دولياً، قادت المحامية فدوى البرغوثي حملة دولية رفعت فيها هذه القضية والرسالة إلى عشرات الدول في جهات الأرض الأربع، وإلى البرلمانات والحكومات والأحزاب والمنظمات الحقوقية والحزبية. وتُوّج هذا الجهد الجبّار في سنة 2013 بإطلاق الحملة الدولية لحرية مروان البرغوثي والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بعد أن سبق ذلك لقاء دولي حمل عنوان "مؤتمر الحرية والكرامة"، عُقد في مدينة رام الله بحضور مئات الشخصيات الدولية.
أُطلقت هذه الحملة الدولية بالتعاون مع مؤسسة أحمد كاثرادا، أحد أهم رموز مقاومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والذي كان أطلق حملة الحرية لمانديلا في منتصف ستينيات القرن الماضي، فاعتُقل في إثر ذلك ليقضي 26 عاماً برفقة مانديلا في سجن روبن آيلاند. وأُطلقت الحملة رسمياً من زنزانة الزعيم الوطني الأفريقي نلسون مانديلا، ثم جرى تشكيل لجان فرعية قيادية لها في عشرات الدول الأُخرى. وضمّت اللجنة التي تشرف على إدارة الحملة ثمانية من حاملي جائزة نوبل لسلام، وشخصيات عالمية من رؤساء ووزراء وحقوقيين ومفكرين وفنانين وغير ذلك، وكان عضو اللجنة إيسكيفيل قد رشّح رسمياً البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، وحظي الترشيح بدعم ومساندة عدد كبير من الأحزاب والمؤسسات والشخصيات المحلية والعربية والدولية. كما ساهمت المحامية البرغوثي في تأسيس شبكة مروان البرغوثي للمدن الفرنسية، وهي المدن التي منحت القائد البرغوثي مواطنة شرف، وعلّقت جداريات له على مباني بلديات هذه المدن في تقليد لم يُتّبع سابقاً إلّا خلال وجود مانديلا في سجون الفصل العنصري.
ومنذ اختطاف الزعيم الوطني مروان البرغوثي، حتى الوقت الحاضر، ما زالت فدوى تبذل جهداً مضنياً لجمع الفرقاء الفلسطينيين، وتحديداً حركتَي "فتح" و"حماس"، مرتكزة إلى رؤية مروان ورسائله إلى القيادة والفصائل الفلسطينية، ولأول مرة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية تبنّت منظمة التحرير الفلسطينية وحركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وثيقة استراتيجية واحدة تجمع الكل الفلسطيني، هي وثيقة الوفاق الوطني التي صاغها مروان في سجن هداريم، ووقّعها كممثل عن حركة "فتح"، كما وقّعها القادة الأسرى عن حركتَي "حماس" والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية. وكانت فدوى أول مَن تسلم نصّ الوثيقة من مروان، وعقدت اللقاءات والحوارات مع مختلف الأطياف الفلسطينية من أجل تبنّي الوثيقة، ولتكون أساساً يجمع أطياف الشعب الفلسطيني كله بدلاً من حال الانقسام والتفرقة والصراع، فالتقت الرئيس محمود عباس وأمناء الفصائل الوطنية إلى أن نجحت في أن تجعل منظمة التحرير الفلسطينية تتبنّى الوثيقة بشكل رسمي. كما عقدت فدوى اللقاءات مع قادة حركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في دمشق إلى أن وافقت الحركتان على تبنّي الوثيقة، واعتبرها الجميع الأساس للمصالحة الفلسطينية.
في الأعوام الأخيرة، وإلى جانب دورها كأمّ في متابعة شؤون أبنائها وأحفادها، وقيادتها للحملة الشعبية، وترؤسها الحملة الدولية، ونشاطها السياسي من أجل تحقيق دعوة مروان إلى الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام الداخلي ووضع برنامج استراتيجي يجمع الكل الفلسطيني، واستعادة حق الشعب الفلسطيني في اختيار قادته وممثليه من خلال انتخابات ديمقراطية عامة وشفافة، كانت فدوى تترأس اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي حالياً، وقد نجحت - مذ ترأست الاتحاد - في قيادته إلى إنجاز انتخابات داخلية كانت متعذرة منذ تأسيسه في سنة 1982، كما نجحت في وضع رؤية وبرنامج من أجل ترسيخ مكانة المرأة وحماية حقوقها، والعمل مستقبلاً لإقرار قوانين وتشريعات تحقق ذلك، وعَقَدت الانتخابات النهائية في 8 محافظات في الضفة الغربية و4 في قطاع غزة، بينما لا تزال تعمل على إنجاز الانتخابات في المحافظات الأربع الباقية. وتحقق كثير من الإنجازات بشأن المرأة بفضل الرؤية المشتركة لمروان وفدوى، لعل أبرزها هو الحوار والجهد المكثف مع الجهات الرسمية والفصائل الفلسطينية لإقرار كوتة للنساء في الانتخابات العامة، والتي أُقرت بـ 20%، وهي خطوة متقدمة للبناء عليها، مع أنها (الكوتة) أقل ممّا يطمح إليه مروان وفدوى.
ربما من العبث محاولة الكتابة عن حجم الجهد والدور اللذين قامت وتقوم بهما فدوى البرغوثي، وتكفي الإشارة إلى أنها كانت عضواً منتخباً في المجلس الثوري لحركة "فتح" في المؤتمر السادس، ثم أعيد انتخابها مجدداً في المؤتمر السابع للحركة وحازت أعلى الأصوات. وهي عضو في المجلس الوطني الفلسطيني، وفي لجنة صوغ الدستور، وفي مفوضية العلاقات الخارجية لحركة "فتح"، ومفوضية العلاقات العربية للحركة، وكانت عضواً في مجلس بلدية رام الله في سنة 2006، وما زالت عضواً في المنتدى العربي الدولي للمرأة - لندن، وفي لجنة الاشتراكية الدولية ممثلة عن المرأة في "فتح".
حبيبتي قمر...
أمّ القسّام، عرفت كيف ترتب أهدافها، وأدركت أن تعدد الأهداف في الوقت ذاته يشتت الجهد ويورث التردد، لذلك أنصحك يا حبيبتي بألّا تبذلي جهداً سعياً وراء الهدف الثاني قبل أن تنجزي الهدف الأول، إلّا إذا اكتشفت أنه عصيّ على التحقيق، وأن ملاحقته قتل للوقت والجهد، فالناجح هو مَن يتمكن من ترتيب أهدافه على التوالي وليس على التوازي.
وزيرة خارجية بلا وزارة
المؤلف:
القسم الرقمي:
ملف خاص:
النص الكامل:
السيرة الشخصية:
حسام شاهين: أسير فلسطيني في سجن نفحة - النقب المحتل.