طعنونا من الخلف!! الرؤيا التركية لسورية وفلسطين في نهاية الحكم العثماني
الكتاب المراجع
النص الكامل: 

 Deringil, Selim. The Ottoman Twilight in the Arab Lands:

Turkish Memoirs and Testimonies of the Great War.

Boston: Academic Studies Press, 2019. 274 pages.

 

اشتُهر المؤرخ التركي سليم درينغل بكتاباته الغزيرة عن محاولات النظام العثماني إيجاد المعادلة الملائمة بين البحث عن الحداثة من ناحية، وتعزيز دعائم النظام الجديد في فترة ما بعد التنظيمات والثورة الدستورية لسنة 1908، من ناحية ثانية، وخصوصاً في دراسته الرائدة: "السلطنة الحميدية"، المنشورة في سنة 1998.

يتناول المؤلف في كتابه الجديد "الغسق العثماني في البلاد العربية: مذكرات وشهادات تركية عن الحرب العظمى"، مذكرات ويوميات خمسة قادة عسكريين ومفكرين أتراك تولّوا مناصب حساسة في سورية وفلسطين خلال الفترة الأخيرة للحكم العثماني. وقد استطاع كاتب وحيد بين هؤلاء، هو حسين كاظم قدري ـ من مؤسسي جمعية الاتحاد والترقي (تركيا الفتاة) ومحرر الجريدة الناطقة بلسان الجمعية: "طنين"، أن ينأى بنفسه عن التيار القومي الشوفيني المتصاعد في الأقاليم العربية حينذاك، فهو القائد الوحيد الذي تصدى لحكم أحمد جمال باشا الاستبدادي حين أصبح هذا الأخير الحاكم الفعلي لسورية وفلسطين في الأيام الأخيرة للحرب العظمى.

ينتمي عمل درينغل هذا إلى التيار النقدي الذي أعاد تقييم الحقبة العثمانية المتأخرة في العقدين الأخيرين، ونستطيع أن نقابل ونقارن هذا العمل بالمذكرات العربية بشأن الفترة نفسها، والتي أصبحت الآن متوفرة بعدة لغات منها مذكرات جعفر العسكري، وفوزي القاوقجي، وعنبرة سلام، وساطع الحصري، لكن قلّة قليلة توفرت لنا مترجمة من الجانب التركي (أهمها مذكرات خالدة أديب الموضوعة بالإنجليزية في الأصل). جميع المؤلفين الأتراك المذكورين هنا كانوا من الموالين للنظام العثماني بدرجات متفاوتة، والذين ارتأوا أن الولايات العربية شكلت جزءاً من النواة الصلبة للسلطنة العثمانية، ولا سيما أن السيطرة على مدن القدس والمدينة المنورة ومكة كانت تعزز شرعية الخلافة في إستانبول وادعاءات الآستانة لقيادة العالم الإسلامي برمّته في أثناء صراعها مع روسيا والدول الأوروبية. وقد استمرت هذه الادعاءات في أوساط النظام الجمهوري، حتى بين العلمانيين الأتراك، بعد سقوط الحكم الحميدي وتولّي الاتحاديين السلطة.

عالج سليم درينغل في مقدمته أربعة عوامل رئيسية هيمنت على نهاية الحكم العثماني، هي: اضمحلال السلطة الحميدية؛ الهزيمة العسكرية للجيش الرابع؛ تصاعد التمردات الإثنية في السلطة؛ "فكرة الخيانة العربية"، وهي الموضوع الرئيسي هنا. وطغت هذه الموضوعات على مذكرات المؤلفين الأتراك في أيامهم الأخيرة في بيروت والقدس ودمشق والمدينة المنورة، وقد اختار المؤلف المقاطع الأكثر تمثيلاً لهؤلاء محافظاً في ترجمته على روح الأصل في نص تراجيدي مثير وساخر ومحزن في آنٍ واحد.

يتّسم أصحاب المذكرات التركية بنبرة صريحة خالية من قيود المجاملات والخطابة الوعظية، وتتناول بحرّية تنميط رؤياها إلى العرب والأتراك والمجموعات العرقية الأُخرى. ونحن نرى فيها الموقف الساخر والنخبوي من القبائل العربية والبدو، والمعالجة لـ "الطقوس العربية" العرفية والدينية، كما نرى التقليد العثماني في التمييز بين السوريين (وهم سكان المدن المتحضرين)، والعرب والعُربان (وهم القبائل البدوية البدائية وغير المتحضرة التي تحتاج إلى الترويض في الرؤيا السائدة آنذاك).

ونجد في هذه المذكرات أيضاً مشاهد إيجابية في معالجة البطولة والخيانة والاستشهاد لدى بعض الخصوم العرب، ومنها وصف القائد علي فؤاد إردن للقائد الشركسي إسماعيل جنبلاط في لحظة إعدامه.

وفي مشهد مؤثر آخر يصف حسين قدري عملية إجلاء بقايا الجالية التركية من بيروت في نيسان / أبريل 1919 بواسطة البحارة المصريين المسخّرين في المعسكرات البريطانية.

ساهم سليم درينغل في إضفاء نظرة جديدة على العلاقات التركية - العربية خلال الحرب، وفي تقديم تفسير جذري لمعنى بلقنة دول المشرق العربي بعد الحرب، كما نرى في كتابه تحدياً للإجماع الذي جاء به مؤرخين جدد للحقبة العثمانية المتأخرة.

وتشمل هذه الدراسات أعمال ميلاني تانيليان عن أعوام المجاعة في جبل لبنان،[1] ودراسة طلحة شيشيك عن حكم جمال باشا في سورية،[2] ودراسة مايكل بروفونس عن الانتماءات العثمانية للنخب العربية،[3] ودراستين لليلى فواز ويوجين روجان بشأن أثر الحرب العظمى في حياة السكان العرب.[4] كما ساهم كاتب هذه السطور في دراسة عن رؤية الجنود العرب في الجيش العثماني لمسيرة الحرب في حياتهم اليومية.[5]

تكمن أهمية كتاب درينغل في تسليط الضوء على تأثير الحرب وخسارة الولايات العربية في الجانب التركي. ويرى المؤلف أن تعاظم الفكر الطوراني الذي شاهدناه في تلك الفترة تعود جذوره إلى فترة أقدم هي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ونجد تعبيراً لها في بدايات الشوفينية القومية المغلفة بفكرة الأُخوّة العثمانية، وفي علاقة حب وكراهية ملتبسة تجاه السكان العرب. ونحن نرى هذا التناقض بوضوح في رسالة الوداع التي أودعتها في مذكراتها منور عياشلي (وهي صاحبة التعبير "إلى جهنم" الذي أطلقته بشأن مصير سورية)، والتي تقول فيها:

كم كنّا سعيدين عندما أتينا إلى هنا بآمال واعدة، وكم كنّا نحب حلب وبيروت وجبل لبنان. والآن نعود إلى إستانبول بقلوب محطمة، مواجهين مصيرنا المحتوم بعد الانهيار. لقد فقدنا بيوتنا في الروملي [تركيا الغربية] وعدنا إلى الآستانة. تركنا وطننا الثاني [بيروت]، البلد الذي أحببناه، ويبدو أن هذا هو الثمن الذي يتوجب علينا دفعه في مقابل ماضينا الزاهر.[6]

إلّا إن الأيديولوجيا الكولونيالية التي تعبّر عنها منور هنا مغلفة في قلق وحرص مستمر على مصير سورية والحجاز في إطار السلطنة العثمانية. فقرار جمال باشا المتسرع والأهوج بإعدام الوطنيين العرب بعد محاكم عاليه العسكرية لم يجد أي تجاوب من معاونيه وزملائه الأتراك وحلفائه الألمان، بمَن فيهم رئيس المحكمة الذي ناشده أن يتراجع عن قراره المصيري، من دون جدوى، كما حاول آخرون مثل القائد علي فؤاد إردن أن يتدخل في رسالة مشفّرة، إلّا إنه تراجع خوفاً من غضب القائد الأعلى.[7]

نجد في الكتاب، أيضاً، ومضات ذهبية غابت عن كثير من المؤرخين، منها التأثير الإيجابي للثورة البلشفية في الروح القتالية في أوساط الجيش العثماني، والتي سمحت بإعادة انتشار الفرق العسكرية من جبهة الدردنيل وأرض الروم على الحدود الروسية إلى جبهة فلسطين وسيناء.

اكتشاف آخر نجده هنا في الإشارة إلى استمرار الدعم والولاء إلى الانتماء العثماني في أوساط الضباط والجنود والسياسيين العرب بعد الانسحاب التركي، حتى عندما اتُّهم هؤلاء ـ ظلماً ـ بتعاونهم مع العدو البريطاني، مثل ياسين الهاشمي، القائد العراقي المرموق في الجيش العثماني الرابع، الذي حافظ على ولائه العثماني بعد انسحاب الجيش، واستمر في التواصل والدعم لقيادة مصطفى كمال أتاتورك خلال الحكم الفرنسي لسورية. وكان هذا الولاء، في معظم تلك الحالات، يعتمد على مزيج من الدعم للرابطة الإسلامية في الجمهورية التركية الحديثة، ومن التوجّس المعادي تجاه الأهداف الاستعمارية للوجود الفرنسي والإنجليزي في الأراضي العربية.[8]

تتجلى أهم هذه المذكرات في وصف الضابط ناجي كيشيمان للحملة الحجازية والأيام الأخيرة لحصار المدينة المنورة. وكان كيشيمان رئيس قسم الاستخبارات العثمانية في الحجاز خلال الثورة العربية، ونرى في كتاباته النموذج الأكثر تبلوراً لفكرة "الطعنة من الخلف" التي سادت حينذاك في توصيف القيادة العثمانية للثورة العربية. فهذه المذكرات، علاوة على يوميات فالح رفقي، تسلط الضوء على أهمية الدفاع عن المدينة المنورة ضمن محاولات إضفاء الشرعية على أهمية الخلافة وشرعيتها، وهي محاولات استمرت حتى بعد إقصاء السلطان عبد الحميد عن السلطنة.

إن موضوع الخيانة هو المهيمن على هذه المذكرات، وخصوصاً في توصيف التمرد الهاشمي على السلطنة في خضمّ حصار المدينة المنورة واحتلال الإنجليز وجنودهم الهنود لجنوب العراق. وجاء تعبير علي فؤاد إردن ـ رئيس أركان الجيش الرابع ـ بليغاً جداً عندما أشار إلى محاولات الضباط العرب تسميم زملائهم الأتراك في منامهم، ثم يعود ويستدرك ذلك بالإصرار على أن الثورة العربية هي من أفعال أقلية مضللة من الجنود. "إن ثورة شريف مكة والعربان المتحالفين معه" يؤكد فؤاد إردن، "هي حركة مدبرة من طرف الجواسيس الإنجليز، والذهب البريطاني، والقمح والأَرُز الإنجليزي. ولم يجارِهم إلاّ حفنة صغيرة من الضباط العرب من أمثال نوري السعيد في القيادة، محاولين إظهارها كأنها ثورة عربية شاملة."[9] ومع استمرار الحرب وتعاظم أعداد ضحاياها، تبلورت فكرة "الطعنة من الخلف"، وتحولت إلى تعبير آخر هو "إلى جهنم"، وقد عبّر عنها ببلاغته المعهودة فالح رفقي مؤلف "جبل الزيتون"، عندما تكلم على ضعف العقيدة العثمانية في أوساط الفلسطينيين والسوريين: "قلّة من الأتراك يسيطرون على الوضع في هذا الإقليم. لقد ملأنا الصحراء بالمباني والبساتين، لكننا جئنا متأخرين. فلا سورية ولا فلسطين بقيت معنا." أما منور عياشلي التي أصبحت من الدعاة الإسلاميين في الأوساط النسائية لاحقاً، وهي ابنة مدير شركة الريجي للتبغ في بيروت، وكانت فتاة صغيرة في الثالثة عشرة من عمرها آنذاك، فعبّرت عن فكرة الطعنة من الخلف بأسلوبها الساذج الذي مزجت فيه قضية "خيانة الحركة الأرمنية"، بموقف المثقفين العرب المتذبذب تجاه السلطنة العثمانية.[10]

وفي الوقت نفسه، عبّرت منور ابنة العائلة التركية البرجوازية في لبنان، عن احتقارها لفجاجة جمال باشا وتبنّيه للإمبريالية الثقافية التركية، كما عبّرت عن امتعاضها من سلوكيات فالح رفقي وركاكته في اللباس التقليدي: "مَن كان يتصور أن هذا التركي البدائي، المنبوذ، وغير المرغوب فيه سيتحول لاحقاً إلى نجم يسطع فوقناً جميعاً."[11] تذكّرنا منور عياشلي بأن الأرستقراطية العثمانية كانت تأخذ موقفاً متعالياً من الأتراك والعرب معاً.

تشكل مذكرات فالح رفقي أكثر اليوميات إثارة وجدلاً في هذه المجموعة، وكان رئيس وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الرابع في القدس ودمشق، وأقرب المقربين من جمال باشا. ونشر رفقي مذكراته عن حملة فلسطين في كتاب "النار والشمس" الذي صدر بالتركية في سنة 1918، ثم عن القدس في كتاب "جبل الزيتون" الذي صدر أيضاً بالتركية في سنة 1932، وجاء الكتاب الثاني كتتمّة للأول، على الرغم من أن درينغل لا يوضح ماهية العلاقة بين هذين النصّين. وقد ترقّى رفقي لاحقاً في عدة مناصب في الجمهورية التركية وأصبح من أهم الصحافيين المدافعين عن سياسة أتاتورك، بل بات في نظر البعض من المبرِّرين لتجاوزاته. وفي كتاب درينغل هذا، يظهر أيضاً، كالمدافع الرئيسي عن سياسات جمال باشا خلال فترة حكمه لسورية.

وتتجلى براعة رفقي التحليلية في دراسته للتقاليد الدينية والاجتماعية التي عايشها في القدس والمدينة المنورة. ويبدو أن تعليقاته النقدية والساخرة من تحويل الطقوس الدينية المسيحية والإسلامية إلى ممارسات تجارية مبتذلة كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز مكانة إستانبول وأهميتها كالمركز الديني الأساسي للمسلمين ومقرّ خلافتهم. أمّا تقييمه لدور جمال باشا وقيادته فيشوبه العديد من التعليقات الساخرة، وإن كان أحد أهم مؤيديه، ففي كتاب "جبل الزيتون" يشير إلى خطاب حماسي تلاه القائد العظيم في حفلة استقبال أقامها له موظفي المتصرفية، وزفّ فيه إلى أهالي لبنان "الأخبار السارة" بشأن قرار القيادة العثمانية القضاء على الحكم الذاتي لجبل لبنان:

أيها السادة! لبنان اليوم يعاني مرضاً خطراً، وقد جئت إليكم لأشفيكم من هذا المرض. وها أنا أبلغكم أنه من اليوم فصاعداً أصبح لبنان ولاية عثمانية مثل قونية، ولن يبقى أي أثر للنفوذ الأجنبي في بلادنا الجميلة هذه.

ويضيف فالح رفقي إلى هذا البلاغ: "بدأ الحضور من مسلمين ومسيحيين بتقديم الصلاة وآيات الولاء إلى مقام السلطان وإلى جمال باشا وأنور باشا. لقد خلّصهم جمال باشا من "عذاب" حالة الاستقلال الجزئي الذي كانوا يعانون جرّاءه. وبدا على الجميع ـ وقوفاً وجلوساً ـ علامات الانتشاء من الأخبار السعيدة، بينما قام الخدم بتقديم المشروبات المثلجة والعيران على حساب بلدية بيروت.[12]

اختيار درينغل لأصحاب هذه المذكرات كان موفّقاً من حيث تنوّع التجربة والآراء، إلّا إن الكتاب يعاني بعض النواقص. فقد كان ممكناً مثلاً أن تكون هذه المجموعة أكثر غناء بإضافة مساهمات شخصيتين بارزتين من تلك الفترة: الأولى، هي خالدة أديب الكاتبة النسائية البارزة التي تبوّأت منصب مدير التعليم في سورية خلال حكم جمال باشا، وكان لها مساهمات مرموقة في مناهج التعليم المزدوج اللغة: تركي / عربي، وفي إدارة دُور الأيتام الأرمن والأكراد في بلاد الشام، ثم انتهت حياتها السياسية بعد خلاف حاد مع مصطفى كمال أدى إلى نفيها إلى خارج البلاد. وقد أشار فالح رفقي بصورة جانبية إلى دورها هذا، وإلى علاقتها بالقائد جمال الذي حاولت أن "تديره بحسب أهوائها" وفشلت.[13]

أمّا الشخصية الثانية الغائبة عن هذه المجموعة فهي عزيز بيك، رئيس شعبة الاستخبارات العثمانية في دمشق، وخصوصاً أنه تتوفر لنا اليوم مذكرات مستفيضة لخالدة أديب وعزيز بيك خلال فترة عملهما في بيروت ودمشق، والتي كان في إمكان المؤلف أن يستفيد منها، ولا سيما فيما يتعلق بجهاز التعليم العثماني في فترة التتريك، وبشبكة التجسس التي وُجّهت إلى الحركات الانفصالية خلال الحرب.[14]

ثمة قاسم مشترك بين معظم هذه المذكرات هو اتخاذ موقف ملتبس من الحركات الاجتماعية والسياسية في بلاد الشام، والذي يمكن تلخيصه بعبارة "الطعنة من الخلف" التي استخدمها بصراحة فالح رفقي، وفؤاد إردن، وناجي كيشيمان، وخصوصاً منور عياشلي التي استعملت عبارة "إلى جهنم" في إشارتها إلى مصير علاقة العرب مع الأتراك.

الاستثناء الوحيد من هذا الإجماع هو حسين كاظم قدري حاكم مدينة حلب الذي رأى أن القيادة العثمانية هي التي طعنت مواطنيها العرب وتخلّت عن رعاياها السوريين. وقد ألقى قدري اللوم على القادة الأتراك، وحمّلهم المسؤولية عن خسارة الولايات العربية الشامية والحجازية نتيجة تحالفهم مع الطبقة الإقطاعية والنخب المحلية الفاسدة، كما كان الوحيد الذي تصدى لحكم جمال باشا الاستبدادي، وللنزعات الطورانية لمصطفى كمال.[15]

هل كان حسين كاظم الاستثناء عن القاعدة في مواقف النخبة العثمانية؟ هذا هو الانطباع الذي يضفيه المؤلف في كتابه هذا. لكن هذا الاستنتاج هو نتيجة الاختيارات الانتقائية للمذكرات وللفترة التي غطتها، وهي فترة الاحتقان الإثني والتيار القومي المتصاعد خلال أهوال الحرب وما تلاها. ويذكّر درينغل في هذا المجال بأن القادة العسكريين العرب، والعديد من الجنود العرب في الميدان، التزموا، في معظمهم، بولاءاتهم العثمانية وتفانيهم في الدفاع عن السلطنة حتى عندما اتهمهم الضباط الأتراك بالتماهي مع أهداف الثورة العربية.[16]

 

[1] Melanie S. Tanielian, The Charity of War: Famine, Humanitarian Aid, and World War I in the Middle East (Stanford, California: Stanford University Press, 2017).

[2] M. Talha Çiçek, War and State Formation in Syria: Cemal Pasha’s Governorate During World War I, 1914–17 (New York: Routledge, 2014); Talha Çiçek, ed., Syria in World War I: Politics, Economy and Society (New York: Routledge, 2016).

[3] Michael Provence, The Last Ottoman Generation and the Making of the Modern Middle East (Cambridge, UK: Cambridge University Press, 2017).

[4] Eugene Rogan, The Fall of the Ottomans: The Great War in the Middle East, 1914–1920 (New York: Basic Books, 2015); Leila Tarazi Fawaz, A Land of Aching Hearts: The Middle East in the Great War (Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press, 2014).

[5] سليم تماري، "عام الجراد: الحرب العظمى ومحو الماضي العثماني من فلسطين" (القدس: مؤسسة الدراسات المقدسية؛ بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2008).

[6] Deringil, p. 159.

[7] Ibid., p. 140.

[8] Ibid., p. 141.

[9] Ibid., p. 106.

[10] Ibid., pp. 144, 146, 149.

[11] Ibid., p. 144-145.

[12] Ibid., p. 14.

[13] Ibid., p. 35.

[14] Halidé Edib, House with Wisteria: Memoirs of Turkey Old and New (London: Routledge, 2nd ed., 2017).

ولمزيد عن عزيز بيك، انظر:

Chloe Bordewich, “Diaries of an Ottoman Spymaster? Treason, Slander, and the Afterlife of Memoir in Empire's Long Shadow,” Jerusalem Quarterly, no. 78 (Summer 2019), pp. 112-134; Deringil, op. cit., pp. 81–83.

[15] Deringil, p. 131-134.

Ibid., p. 104. [16]