مخيم الصفائح والأسلاك في تجهيز الفنان عبد الرحمن قطناني
التاريخ: 
03/12/2019
المؤلف: 

يستضيف غاليري صالح بركات في بيروت، ما بين 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 و4 كانون الثاني/يناير 2020، معرضاً لأعمال الفنان التشكيلي الفلسطيني، عبد الرحمن قطناني. وتضم الأعمال مجسمات تتنوع بين صفائح الزينكو والخشب والمرايا الزجاجية والأسلاك المعدنية.

يبدو المخيم، بطابعه القديم، حاضراً بقوة في أعمال قطناني، هنا منازل المخيم المتلاصقة، منازل عبارة عن قطع معدنية من الزينكو مختلفة الأشكال والأحجام والألوان، وإلى جانب الطريق عمود خشبي عُلّقت عليه أسلاك كهربائية لتحل مكان سخان الماء، وهناك أطفال يلهون بطائراتهم الورقية. أمّا السماء فتغطيها أسلاك كهربائية تتداخل بطريقة عشوائية.

 يستخدم قطناني في مجسماته، قطع "الزينكو" ومخلّفات المخيم المعدنية، كالبراميل وأسلاك الغسيل وما شابه ذلك. واللافت أنه حرص على استخدام المعدن بألوان متعددة، بين أخضر وأحمر وأزرق وبرتقالي. ولا يقف الأمر عند الألوان، إذ يأخذك الفضول إلى التمعن أكثر في ألواح التنك والزينكو، فتقرأ: Total، (بصورة مقلوبة)، وروزانا: جبن عكاوي، وأغادير: جبنة مجدولة .... هي فسيفساء ألوان وكلمات تضفي، بلا شك، حركة وحياة تُخرج هذه الأعمال من دائرة الجمود.

ويستوقف الزائر، عمل مميز آخر؛ مجموعة من أغطية البراميل، يتوسط كل منها، فراغ يمثل شخصيات تاريخية، مثل محمد مصدّق وجمال عبد الناصر ومعمّر القذافي والأمير فيصل وصدام حسين وكارلوس  وغيرهم .... ويبرز تساؤل: لِمَ يستخدم قطناني غطاء البرميل؟ هل هو برميل نفط؟

أمّا موجة الأسلاك الشائكة فتأخذ حيّزاً لا يستهان به في أروقة المعرض بحجمها اللافت. هي موجة كبيرة مصنوعة من الأسلاك الشائكة بما تحمله هذه الأسلاك بالنسبة إلى أبناء المخيمات من رمزية الحصار والتضييق.

هي نافذة مضيئة، في عتمة أوضاع قاتمة، فقد استطاع قطناني أن يحوّل مأساة اللجوء في المخيم إلى إبداع فني نابض يجسّد الفكرة والمعاناة.

هنا يأتي المخيم إلى الناس، يزور مدن العالم، يعرّفهم على ناسه وأزقته ومنازله، يشرح لهم المعاناة والمأساة من دون أن يكبدهم عناء الذهاب إليه.