يعلن الكتاب الجديد الذي اجتهد الزبيدي في توثيقه "كونية المسألة الفلسطينية اليوم"، واندفاع جيل فلسطيني جديد إلى الأفلام التسجيلية، قصيرة في الغالب، وشبه طويلة في أحيان أُخرى، تتراوح بين دقائق معدودة وما يقترب من الساعة، أو يتجاوزها، وأفلام طويلة متعددة الجهود. وتظهر "كونية المسألة" في أعمال مخرجين سينمائيين متعددي الجنسيات: إيطاليا، ألمانيا، لبنان، العراق، إسرائيل، فرنسا، الدانمارك، سويسرا، فلسطين، بولونيا، الولايات المتحدة، إسبانيا، النرويج.... وفلسطين المنسوبة إلى مدنها الشهيرة (نابلس، رام الله، غزة)، وكذلك "القدس بالألوان"(...)
إنْ كانت الحياة اليومية مستودعاً للأشكال "الفنية"، فإن حياة الفلسطينيين مستودع لأشكال القهر والتحدي والعذاب والتصدي، كما لو كان لهم نمط آخر من الحياة، تلتقطه الكاميرا قبل أن يستقر في قصيدة، ويقصده السينمائي قبل أن يتعامل معه الروائي والمؤرخ وكاتب القصة القصيرة. لكأن في هواجس الفنان قيس وهو يلاحق "موسوعة الأسى الفلسطيني" ما يقول: ما هي حياة الفلسطينيين المحاصرين داخل وطنهم وخارجه؟ وما معنى الفن إن لم يكن سلاحاً من أجل الحقيقة؟ وما الذي يستطيع أن يقدّمه الفن السينمائي لشعب حُرم الاستقرار والأحلام الطويلة؟
فيصل دراج