أقيمت ظهر يوم الجمعة 26/1/2018 ندوة للمؤرخ الفلسطيني نظمي الجعبة بعنوان "القدس بين هبّة الأقصى وقرار ترامب"، بدعوة من مؤسسة الدراسات الفلسطينية وبالتعاون مع معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت.
قدم للندوة الأستاذ الياس خوري، الروائي اللبناني ورئيس تحرير "مجلة الدراسات الفلسطينية"، وبعد ترحيبه، باسم المؤسسة والمعهد، بالدكتور الجعبة، وبالحضور، قال: "نلتقي من أجل القدس، من أجل أن نقرأ المسار من هبة الأقصى إلى وعد ترامب، وهو مسار يحمل في داخله مزيج الألم والأمل، ألم من واقع مدينة مسورة بالاستيطان والقمع ومهددة بالتهويد الشامل، وأمل لأن نضال المقدسيين ومعهم جميع الفلسطينيين لم ولن يتوقف على الرغم من الحصار الشامل عربياً وأميركياً الذي تتعرض له فلسطين".
ثم تحدث د. الجعبة، فأكد أنه على الرغم من الصورة التي يتحدث عنها الإعلام، وتسوق له حتى بعض الدول العربية، وتقول إن قضية القدس انتهت، وأكلها الاستيطان، فإن الوقائع تقول العكس، على الرغم من كل الصعوبات والممارسات الاستعمارية.
أشار إلى أن القدس لم تهدأ منذ سنة 2000، يوم اقتحم شارون المسجد الأقصى، على الرغم من أن الإعلام ركز على الحدثين الأخيرين: هبّة الأقصى نهاية العام الماضي وقرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل أخيراً.
أكد أن صمود المقدسيين يقوض خطط الاستعمار. فـ 40% من الفتيان والشباب المقدسيين اعتقلوا لدى الاحتلال؛ وسرد حكاية مقدسي ستيني عرضت عليه منظمة إلعاد الاستيطانية 10 ملايين دولار لشراء مخبرز الكعك خاصته الذي لا يقيّم بأكثر من 20 ألف دولار، لكنه رفض ذلك.
هناك في البلدة القديمة 40000 مقدسي، وكل الذي استطاع أن ينجزه الاحتلال خلال 50 سنة، أن 3000 مستوطن فقط يسكنون البلدة القديمة. وهناك 3500 عقار يملكهم المقدسيون، مقابل 80 عقاراً استولى عليهم المستوطنون رغم مئات ملايين الدولارات التي ضختها إسرائيل والصهاينة الداعمين لها في الخارج.
أكد أن استراتيجية البقاء هي المقاومة الرئيسية والناجحة في مواجهة الهجمة الاستعمارية الإسرائيلية.
ختم أن من الغباء اعتبار قضية القدس منتهية وخاسرة، وهو أمر يسوقه أيضاً بعض العرب، وبالتالي يسوقون للتخلي عن القدس... فقضية القدس وصمود أهلها أثبتا أنها قضية رابحة الآن ومستقبلاً.
واختتمت الندوة بفتح باب الأسئلة من قبل الحضور، وقد أجاب عليها د. الجعبة.
د. نظمي الجعبة: من مواليد مدينة القدس، وهو عضو هيئة أكاديمية – دائرة التاريخ والآثار، واستاذ مشارك – دائرة التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت، وكان مديراً مشاركاً لمؤسسة "رواق – مركز المعمار الشعبي"، ومديراً للمتحف الإسلامي – الحرم الشريف.
يغطي د. الجعبة في أبحاثه موضوعات لها علاقة بالتاريخ والعمارة والآثار والسياسة؛ حاصل على شهادة البكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية من جامعة بيرزيت، وشهادتي الماجستير والدكتوراة من جامعة توبنعن/ ألمانيا.
نشر د. الجعبة مجموعة من الكتب وعدداً كبيراً من المقالات.