15 اّذار
2017
Type of event: 
مسرحة السياسة في التجربة المسرحية
المتحدثون:
المكتب المنظم: 
مؤسسة الدراسات الفلسطينية - بيروت
التاريخ: 
الأربعاء, 15 اّذار 2017 - 2:00مساءً
اللغة: 
عربي
الموقع: 
بيروت
موضوع الفعالية: 

في اللقاء مع المخرج روجيه عساف، الذي نظمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية في الخامسة من مساء الأربعاء 15 آذار/مارس الجاري، وأداره الياس خوري، ووسط مجموعة من الفنانين الشباب والمثقفين والمهتمين، قدم الخرج اللبناني قراءة لتجربته المسرحية الطويلة والغنية.

توقف عساف عند محطة التحوّل الكبرى في تجربته، والتي تمثلت في التغييرات الكبرى التي حصلت في أواخر ستينيات القرن الماضي: هزيمة الخامس من حزيران 1967، الثورة الطلابية في العالم 1968 ودخول المقاومة الفلسطينية المسلحة إلى لبنان عام 1969.

أشار عساف إلى أن ذلك المنعطف جعله يستخلص درساً كبيراً يتمثل في أن العمل المسرحي التقليدي عاجز عن الوصول إلى بناء علاقة فعلية مع التجربة المعيشة ومع هموم الناس. وقد قاده هذا الاستنتاج إلى الانخراط في العمل النضالي في الجنوب والمخيمات الفلسطينية وضواحي بيروت، في محاولة للخروج من عزلة المسرح عن الناس وهمومها وقضاياها. ومن خلال هذا الانخراط أعاد اكتشاف العمل المسرحي بصفته إطاراً جماعياً للتعبير.

روى عساف عن بداياته في المسرح الجامعي وفي محترف بيروت للمسرح وفي العمل مع شوشو، وكيف تشكلت هذه التجارب في إطار بناء مسرح لبناني يجد أرض لقائه بالناس وهمومهم.

ثم توقف طويلاً عند انعطافة بدايته الجديدة في تجاربه في عيناتا وفي مخيم شاتيلا، حيث بدأ يكتشف إطاراً في إطار العمل الجماعي، ويتحول إلى جزء من التجربة اليومية. وقد وصلت هذه التجربة إلى منعطف كبير مع تجربته مع طلاب من الجامعة اللبنانية عبر تأسيس تجربة "مسرح الحكواتي".

تحدث عساف عن العلاقة بين الجنوب اللبناني وفلسطين، مركزاً على أن فلسطين تبقى القضية. لكنه أكد على أن الفكرة الأساسية كانت مسرحة السياسة وليس تسييس المسرح، في إطار من التواصل مع الجمهور.

فالعمل كان مبنياً انطلاقاً من مقترب سياسي، وليس من مقترب مسرحي، وركّز على فكرة أن كيفية العمل أكثر أهمية من نتائجه. فالعمل الجماعي والتقاط تجارب الناس وكسر الحواجز بين النص والكلام، صنعت لنفسها مساراً داخل فكرة التغيير التي كانت جزءاً لا يتجزأ منها.

لم يتوقف روجيه عساف عند تجربة الماضي التي قدمت أعمالاً كبرى طبعت ذاكرتنا المسرحية والثقافية، لكنه جعل من هذه التجربة إطاراً للتفكير في الحاضر وأسئلته. فتوقف عند انهيار الأرضية الشعبية في لبنان اليوم، حيث تم تفتيت الشعب إلى طوائف وفئات، وتساءل عن إمكانيات العمل اليوم، كي يستنتج أن المسرح يجب أن يكون مكاناً مميزاً لاختبار الأفكار السياسية والفكرية والفلسفية والدينية: "إيماني اليوم أنه لا يوجد مكان أفضل من المسرح من أجل تطبيق الأفكار ضمن جماعة تتواصل مع البيئة".

كان اللقاء مع عساف مناسبة للنقاش والتفكير، فلم تبق الندوة في الإطار التقليدي للأسئلة والأجوبة، بل تحولت إلى ميدان لطرح الأفكار من فكرة المسرح والتنوير إلى محاولة إعادة النظر في مفهوم الشعب. والأهم أنها كانت مناسبة طرح فيها عدد من الفنانين الشباب رؤيتهم وأفكارهم وتحدثوا عن تجاربهم وأحلامهم.

وفي إطار التجارب الجديدة، تحدث عساف بشكل مختصر عن تجربة يخوضها مع طلابه في الجامعة الأميركية في بيروت، بهدف الإعداد لعمل مسرحي مبني على نص من التراث المسرحي اليوناني، مشيراً إلى أن شيخ المسرحيين في لبنان والمشرق العربي، يستعد لتحويل فكرته عن المسرح كإطار لاختبار الأفكار موضع التطبيق، مؤكداً على الطبيعة الخلاقة والديناميكية لتجربته، وقدرتها على أن تبحث دائماً عن الأسئلة الملائمة.

الفيديو الخاص بالحدث: 
ملف الصوت الخاص بالحدث: 
صور الفعالية